فيلم الكيت كات واحد من الأيقونات السينمائية على مدار تاريخ السينما المصرية، والذى لايزال يرسم البهجة على وجوه الجمهور المصرى والعربى، رائعة النجم الراحل محمود عبد العزيز، الذي جسد فيه واحد من أشهر شخصياته، شخصية الشيخ حسنى، ليترك بها بصمة فى قلوب كل عشاق الفن، ويظهر مدي موهبته وإبداعه وإتقانه لأداء شخصياته وإخلاصه لفنه.
والفيلم الذي أنتج عام 1991 كشف مخرجه وكاتب السيناريو به داوود عبدالسيد عن تفاصيل مثيرة بعد مرور 31 عاما على إنتاجه:
1-بطل الرواية الحقيقي التي كتبها ابراهيم أصلان هو «يوسف» وليس «الشيخ حسني».
2- جميع أبطال الرواية والفيلم عايشهم الكاتب بنفسه خلال فترة إقامته في حي الكيت كات بالقاهرة.
3-الشيخ حسني الحقيقي، كان الأول على دفعته في معهد الموسيقى العربية، وتسبب إدمانه للحشيش في طرده من المدرسة التي عمل بها مدرسا للموسيقى، بحسب تصريحات أصلان في حوار سابق له.
4- المخرج داوود عبدالسيد قال في تصريحات سابقة، إنه حوّل بطل الرواية في الفيلم ليكون الشيخ حسني بدلا من «يوسف»، حيث استغرقته الشخصية.
5- ظل داوود عبدالسيد يبحث عن منتج للعمل لمدة 5 سنوات، ولم يوافق أغلبهم على بناء حارة متكاملة لتصوير أحداث العمل، حيث كانوا يرغبون في تصوير الفيلم بأحد الاستوديوهات، إلا أن أغلب مشاهد الفيلم تم تصويرها في شوارع حي الكيت الكات الحقيقية.
6- أحد المنتجين أبدى موافقته على الإنتاج بشرط قيام الفنان عادل إمام ببطولة العمل، ولكن المخرج رفض حيث كان النجم محمود عبدالعزيز في ذهنه أثناء كتابته المعالجة السينمائية للرواية.
7- الفيلم شهد ظهور أغلب أهالي حي «الكيت الكات» إلا البطل الشيخ عبدالمحسن موسى وهو اسمه الحقيقي وليس «الشيخ حسني».
8- أصدر الروائي إبراهيم أصلان كتابا بعنوان «شيء من هذا القبيل»، كشف خلاله ما حدث عقب المشهد الأخير للشيخ حسني والذي فضح فيه أهالي الحارة، ومصير الشخصيات الحقيقية في الرواية.
9- الشيخ حسني الحقيقي، ترك الحارة واتخذ من منطقة «بولاق» مكانا للمعيشة، بعيدا عن أعين من يعرفونه في إمبابة ثم مات.
10- «الهرم» تاجر المخدرات طالب شركة الإنتاج بمكافأة 20 جنيها حق استغلال اسمه في الفيلم، وبعد وفاة زوجته أطلق لحيته وبدأ يجوب حواري إمبابة يوميا لدعوة الناس للخروج إلى صلاة الفجر، وما إن تبدأ الصلاة يعود إلى بيته ولا يُصلي.
وتدور أحداث الفيلم بحوارى الكيت كات، حيث يعيش الشيخ حسني (محمود عبد العزيز) مع امه (أمينة رزق) وابنه يوسف (شريف منير) ورغم فقده لبصره ولعمله ولزوجته، إلا أنه لم يفقد الأمل ولم يسلم بأنه أعمى، فهو يستغل دكانًا بالمنزل الذي تركه له والده ليدخن فيه الحشيش مع اصحابه ويغني لهم على العود بعد أن فشل بدراسته الأزهرية وفشل ان يصبح منشدًا، وباع البيت لتاجر المخدرات الهرم (نجاح الموجي) مقابل راتب يومي من الحشيش، بالإضافة إلي ابنه الذي لا يجد وظيفة عقب تخرجه من الجامعة، كما يفشل في العثور على عقد عمل بالخارج ويحاول الهجرة إلى الخارج، ويدخل في علاقة مع جارته الشابة المكبوتة جنسيًا فاطمة، وتتداخل حكاياتهم مع الحكايات الخفية للحي.
وحظي فيلم “الكيت كات” باهتمام نقدي وجماهيري فاق كل تصور، حيث استمر عرضه الجماهيري أكثر من عشرين أسبوعًا، هذا بالإضافة إلى الاحتفاء والقدير النقدي في الصحافة والمهرجانات، إذ يقدم الفيلم رسالة حقيقة ويشير إلى أن العمى ليس عمى البصر ولكن عمى البصيرة، كما يحتل الفيلم المركز رقم 24 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد بمناسبة مرور 100 عام على أول عرض سينمائى بالأسكندرية من 1896 حتي 1996، وكان الإختيار بداية من عام 1927 حيث تم عرض أول فيلم مصرى (ليلي 1927) وحتى عام 1996، وحصل فيلم “الكيت كات” على الجائزة الذهبية لأحسن فيلم من مهرجان دمشق السينمائى الدولى عام 1991.