القبور العائمة .. شباب غزة يساق للموت بالهجرة غير الشرعية

Uncategorized , Comments Disabled

قالت هيئة حقوقية فلسطينية أن تسعة فلسطينيين على الأقل من سكان قطاع غزة قضوا غرقاً الشهر الجاري لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا. وذكرت الهيئة في بيان صحفي، أنه تم رصد وفاة سبعة شبان من غزة قبالة السواحل التونسية خلال محاولة الهجرة إلى أوروبا الأسبوع الماضي.وأوضحت الهيئة أنه كان قد تم رصد وفاة شابين آخرين في 17 من الشهر الجاري إثر غرقهما في بحر اليونان أثناء محاولتهما الهجرة إلى أوروبا. أرقام مقلقة تتزايد بشكل كبير في الفترة الأخيرة ، فأغلب شباب قطاع غزة المعدوم اقتصادية والمزدحم بالسكان ، ليس أمامهم سوى المغامرة بالموت وركوب قوارب متهالكة لتعبر بهم البحر .


وقد أعلن يوم الاثنين الماضي المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني السفير أحمد الديك عن وفاة 3 شبان من القطاع الذي تديره حركة حماس، قبالة السواحل التونسية يوم (الأحد) خلال محاولتهم الهجرة إلى الدول الأوروبية.


شباب فقد الأمل وأهالي مكلومة على أبنائها


لم تتمالك والدة يونس الشاعر أحد الضحايا على متن المركب الغريق مؤخراً ، نفسها ودخلت في حالة بكاء وصراخ فور تلقيها خبر وفاة ابنها وبدت تجوب جنبات المنزل في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع تنادي وتبحث عنه.وقالت السيدة المكلومة على وفاة ابنها بينما كانت تحتضن صورته، إن يونس غادر غزة هربا من سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم توفر فرص عمل لجيل الشباب في عمره. وأضافت الأم التي لم تنقطع عن البكاء، أن يونس قرر السفر عبر المراكب إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل لتأمين مستقبل أطفاله الأربعة ولكن الموت كان ينتظره هذه المرة. وأشارت إلى أنها حاولت منع ابنها من السفر لكنه كان مصرا على ذلك، مطالبة الجهات الحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة بإعادة جثمان نجلها إلى غزة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه.

اقرأ أيضا:

طالت الأخضر واليابس.. سكان قطاع غزة في جحيم الأرض


وقال أمير قشطة من مدينة رفح جنوب القطاع شقيق أحد المفقودين على متن المركب إن شقيقه قرر إلى جانب مجموعة من الشبان في المنطقة الهجرة من غزة بحثا عن حياة أفضل في ظل المستقبل القاتم أمامهم. وأضاف قشطة أن المجموعة غادرت غزة عبر معبر رفح البري مع مصر في مارس الماضي ومنها انتقلوا إلى ليبيا حتى بداية الشهر الجاري حيث سنحت الظروف بالحصول على مركب يمكنهم من الهجرة إلى إيطاليا. وتابع أن الشبان أبحروا من سواحل المتوسط قبالة الشواطئ الليبية قبل أن يتعرض المركب للغرق قبالة السواحل التونسية في الطريق إلى إيطاليا، مشيرا إلى أن مصير شقيقه ومن معه لا يزال مجهولا وينتظرون معرفة مصير أبنائهم.


وقالت والدة أحد الشبان، ويدعى سلامة، أن ابني كان يفترض أن يصل إلى السويد مع أسرته قبل أن يغرق قاربه قبالة سواحل الإسكندرية ،و أن نجلها لم يجد مناصا من الهجرة بعدما فقد مصدر رزقه الوحيد عبر العمل في الأنفاق. وأضافت «ضاقت بأبني كل السبل، ولم يجد ما يقيت به أطفاله، ففكر في الهجرة. ولو كان وجد البديل في غزة لكان في حضني ولم يجلس الآن في السجن بمصر». وأنقذت البحرية المصرية عددا من المهاجرين، غير أن السلطات أودعتهم في السجن بصفتهم مهاجرين غير شرعيين .
ومنذ عام تقريباً أثارت وفاة الصيدلي الشاب تامر السلطان الذي يبلغ من العمر 25 عام ، مشاعر الفلسطينيين وزادت من حالة الاحتقان الشعبي من الأوضاع المعيشية داخل قطاع غزة . وكان الصيدلي تامر السلطان من النشطاء السياسيين المعارضين لحكم حركة حماس في القطاع، حيث شارك مطلع هذا العام في المسيرات التي اندلعت في عدة محافظات من قطاع غزة تحت شعار “بدنا نعيش”، لمطالبة حركة حماس، التي تدير القطاع بضرورة التوصل إلى حلول من أجل التخفيف من الضغوطات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها غالبية سكان القطاع. وعلى إثر ذلك، وفق ما يقول صديق الشاب تامر السلطان عابد، تم اعتقال السلطان عدة مرات من قبل جهاز الأمن الداخلي لحماس، وذكر أنه تعرض للتعذيب. ويضيف عابد إنه :” نتيجة لقمع حماس بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي المحكم علينا في قطاع غزة، اضطر تامر كما غيره الكثير من الشبان للهجرة لعلهم يجدون حياة كريمة”.


وعاد الشاب السلطان “جثة هامدة”، حيث لقي حتفه في أحد المستشفيات في البوسنة، إلا أن عائلته لم تتعرف على كافة التفاصيل التي أدت إلى وفاته حتى الآن.وأثار موت السلطان ضجة كبيرة بين الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة النشطاء حيث ظهر ذلك من خلال الآلاف من التفاعلات عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).وحمل هؤلاء حكومة حماس المسؤولية عن هجرة الشبان نتيجة الأوضاع المتأزمة في القطاع وتعرضهم للتعذيب والموت.


ونشر نشطاء فلسطينيون عبر موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) صور الشبان الذين قضوا جراء حادث غرق المركب، وتغريدات تحث الجهات المسؤولة على إيجاد خطط لمساعدة فئة الشباب وتوفير فرص عمل لهم للحد من أفكارهم بالهجرة. وهذه الحادثة ليست الأولى حيث لقي شابان من القطاع حتفهما قبل أيام إثر غرقهما قرب اليونان أثناء محاولتهما الهجرة إلى أوروبا، وبحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية فإن أكثر من 360 فلسطينيا من غزة لقوا مصرعهم أو فقدوا في البحر منذ عام 2014 خلال محاولات الهجرة إلى أوروبا.


ويقول خبراء فلسطينيون إن ارتفاع أعداد الشبان للهجرة عن طريق البحر بسبب الواقع الاقتصادي الصعب في غزة إذ بلغ معدل البطالة نحو 50 % ويعيش أكثر من نصف سكان القطاع في حالة فقر، بينما يعاني 62 % من انعدام الأمن الغذائي.
حملت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) ومقرها في غزة ، القادة السياسيين والانقسام الفلسطيني بين حركتي (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) المسؤولية عن ظاهرة هجرة شباب من غزة بحثا عن الحياة الكريمة وهروبا من حالة الفقر والحرمان والقمع والتهميش التي يعانون منها. وطالبت الهيئة بالشروع في إستراتيجية لتعميق مشاعر تمتع الشباب بحقوقهم المكفولة وعلى مبدأ تكافؤ الفرص بعيدا عن نهج الضرائب واستمرار التجاهل والشعارات.


غزة وضع اقتصادي معقد وحروب دائمة


الأوضاع المعيشية الصعبة وانتشار البطالة وارتفاع أعداد الخريجين العاطلين عن العمل، كلها أسباب تؤدي إلى هجرة الشباب، ومما زاد الأمر سوءا الحروب الأخيرة على غزة الذي أفقدهم الكثير، مما جعلهم في حالة يئس أدت إلى تنامي فكرة الهجرة لديهم.
نتيجة لحالة الاحتقان والغضب الداخلي في المدن الفلسطينية ، حزناً على فقد الأبناء والشباب .هاجمت حركة فتح بشدة حركة حماس، وطالب المتحدث باسم حركة فتح، أحمد عساف، جماهير الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية باتخاذ موقف حازم من «المتورطين من حماس» في تسهيل «تهجير أهلنا في قطاع غزة عبر الأنفاق وقذفهم إلى المجهول في البحر». وأضاف عساف: «إن من يستسهل المتاجرة بالدين وبالدم الفلسطيني يتاجر اليوم بالبشر وهم أحياء ويقذفهم إلى عرض البحر ليواجهوا الموت بلا ضمير ومن غير أي وازع أخلاقي». ووصف عساف ما يقوم به جهاز أمن حماس بـالخيانة العظمى.


هل الهجرة هي الحل للشباب في قطاع غزة


أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني مؤخرا أن 37% من سكان قطاع غزة يفكرون في الهجرة من غزة، نتيجة الأوضاع المتدهورة التي يعيشونها. وأكد تقرير مركز الإحصاء، الذي تم نشره عشية اليوم العالمي للشباب هذا الشهر، أن غالبية الشباب الذين يسعون للهجرة من حملة الشهادات العليا وأصحاب المهن الأساسية في المجتمع. فيما أكدت إحصائيات غير مؤكدة صدرت عن منظمات غير حكومية، أن حوالي 37 ألف فلسطيني غادروا قطاع غزة، من بينهم 85 طبيبا متخصصا، منوهة بأن المهاجرين لا يرغبون بالعودة إلى القطاع. ونظرا لسوء الأوضاع الاقتصادية في الخارج، خاصة أن عددا كبيرا من المهاجرين سافروا إلى “واقع مجهول” دون ترتيب وتنسيق مسبق للعمل والعيش في أماكن مستقرة، اضطر حوالي 17 ألف فلسطيني للعودة إلى القطاع مرة أخرى بعد أن خسروا أموالا طائلة.


بحث

ADS

تابعنا

ADS