هذه التقنية المتطوّرة ستُحدث تحولاً ثورياً بأسلوب شراء العملاء لمنازلهم في المستقبل القريب، مع تمكينهم من اختيار تصاميم مبانيهم بأسلوب رقمي، والشروع بتشييدها بأسلوب غاية بالبساطة لا يتعدّى كبسة زر”، هذا ما قاله وائل الحاقان، مدير مشروع الطباعة ثلاثية الأبعاد لدى شركة “دار الأركان”،في تصريحات صحفية.
راهنًا، تسعى الشركة العقارية في السعودية لإطلاق أول فيلا ذات طبقتين، ذات ارتفاع 9.9 أمتار، تُبنى بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
ويهدف هذا العمل إلى تطوير قطاع البناء، وتحسين الجودة، وزيادة سرعة الإنجاز، بسبب ارتفاع طلبات السكن في السعودية.
وبخلاف الوسائل التقليدية المعتمدة في تشييد المباني السكنية، تختصر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد نحو أكثر من نصف الوقت اللازم لإنشاء الهياكل الخرسانية، وتتمتع بمرونة فائقة، وتتطلب عدداً أقل من العمّال.
وفي الواقع، يتطلب بناء منزل واحد ثلاثة عمال فقط.
وأوضح الحاقان أنّ المواد المستخدمة في تقنية الطباعة الثلاثية هي نفسها المستخدمة في البناء التقليدي، أي الإسمنت والرمل والبحص، وبعض الإضافات لتحقيق قوة وصلابة تصل إلى 4 أضعاف قوة الجدران التقليدية.
وتعمل هذه التقنية على صب الخرسانة طبقة بعد أخرى في ثلاثة اتجاهات، حتى اكتمال الهيكل الخرساني، من دون استخدام شدّات أو هزّازات لدمك الخرسانة.
وقال الحاقان: “تنتج التقنية مبانٍ خرسانية عالية الجودة وفقاً لمعايير الاتحاد الأوروبي، مع نسبة مخلفات بناء وأخطاء تجاور الصفر”.
وبالطبع، لم تخل هذه العملية من التحديات، أبرزها ما يلي:
تحقيق ارتفاع المبنى 9.9 أمتار وهو الأعلى في العالم
عوامل الطقس، وتحديدًا خلال فصل الصيف، من دون استخدام أي وسائل تبريد أو تظليل خلال العمل
استخدام مواد محلية الصنع وعدم استيرادها من الخارج
لكن، ستساهم هذه التقنية في إدارة المشاريع بأسلوب عالي الكفاءة من حيث الكلفة، مقارنة مع عمليات البناء التقليدية، وتقليل الحاجة إلى عمليات الإصلاح وإعادة العمل في موقع المشروع، والحد من الوقت المهدور جرّاء الإصابات.
ويذكر أنّ فيلا أخرى من طبقتين تبلغ مساحتها 280 مترًا مربعًا بنيت خلال 26 يومًا فقط.
وتستغرق عملية إعداد ونصب هيكل نظام “غانتري” يومين، في حين لا تتجاوز مدة تفكيكه اليوم الواحد، ويمكنه طباعة ما يصل إلى متر واحد من الخرسانة في الثانية فقط، ما يجعله مثالياً لبناء المجمعات السكنية في وقت قياسي.
ليس ذلك فحسب، إنما يمكن تخصيص الهيكل أيضًا لطباعة أحجام مختلفة، الأمر الذي يجعل منه تقنية فعّالة للغاية في قطاع المقاولات.