في وقت سابق نشرت صحيفة «الفاينانشال تايمز» عن غزة، تحدث عن تصاريح العمل الإسرائيلية بأنها تمنح راحة طفيفة لاقتصاد غزة المنهك، ورصدت الصحيفة معاناة أبناء القطاع عن سائق جرار من غزة يدعى محمد الدحدوح، يحاول جاهدا العثور على عمل حتى يتمكن من توفير قوت أسرته، ودفع الرسوم الجامعية لأبنائه . وذكر أن البطالة في غزة تقارب 50 % وفي محاولة لتوفير الطعام لأسرته تقدم دحدوح، مثل الآلاف من سكان غزة الآخرين في العام الماضي، بطلب للحصول على تصريح للعمل في إسرائيل.
تدهور الوضع الاقتصادي في غزة
وأضاف التقرير الصدر عن الصحيفة أنه قبل عام 2007 كان أكثر من 100 ألف من سكان غزة يعملون في إسرائيل. ولكن بعد تولي حماس السلطة في غزة، توقفت إسرائيل عن إصدار التصاريح. لكن في العام الماضي، بدأت في منحها مرة أخرى كجزء من محاولة لتعزيز الحوافز الاقتصادية للاستقرار في أعقاب حرب استمرت 11 يومًا مع حماس.
في أخر مواجهات بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، الفصيل الأصغر لكن حماس بقيت بعيدة عن المواجهة ، حلل البعض موقف حماس أنه خوفا من تدهور الوضع الاقتصادي وتقليص تصاريح العمل التي تمنحها لسكان القطاع . القادة الإسرائيليين، الذين أوضحوا مرارًا وتكرارًا أن تصاريح العمل مشروطة بهدوء الوضع الأمني، اقترحوا أنهم سيزيدوا العدد بمقدار 1500 إلى 17 ألف. وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى احتمال زيادة إلى 20 ألف تصريح عمل. بشطر استقرار الأوضاع والهدوء الأمني .
ضرائب حماس على تصاريح العمل
كل عامل فلسطيني عاطل عن العمل في غزة، معني بالعمل في الجانب الاسرائيلي، يرفع طلبا الى وزارة العمل في القطاع. وزارة العمل توجد بملكية كاملة من حماس. يدرس الطلب بواسطتهم ثم يتم رفعه للسلطات في رام الله التي تتواصل مع الجانب الإسرائيلي للحصول على الموافقة .
أي من العمال الفلسطينيين يتلقى تصريحا عندها يلزم بدفع الضرائب عن عمله في الجانب الإسرائيلي لوزارة الشؤون المدنية في القطاع الذي تسيطر عليه وعلى وزاراته حركة حماس ،تحصل حماس جزء كبير من رواتب العمال في الضرائب التي تجتزئها .
إذا رفض العامل دفع الضرائب المفروضه عليه لحماس يسحب منه تصريح العمل ويمنع من الدخول للجانب الإسرائيلي . هذه الضرائب التي فرضتها حماس في غزة، تأتي في ظل أزمة مالية خانقة تعصف بالقطاع وأهله .
من جهتها سارعت قطاعات شعبية واسعة ، إلى دعوة حماس في غزة لوقف الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على المواطنين، والممارسات والسلوكيات التي هدفها التشديد في تحصيل الجمارك والضرائب وفرض إجراءات ضريبية مستحدثة في مجملها .
استنكار شعبي
واستنكرت الشعبية ما تقوم به حماس من إجراءات في الوقت الذي يستمر فيه الحصار الإسرائيلي الشامل وما ألحقته الحرب الإسرائيلية أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009 من دمار وخراب طال المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية وتفشي البطالة، وزيادة عدد الأسر الفقيرة والمعدمة، والخسائر الباهظة التي شملت كافة الميادين الاقتصادية.
بالإضافة لكم الأموال التي يلتزم العامل بدفعها لحماس ومندوبيها ، هناك امر اخر يبعد العمال عن فرصة عمل داخل إسرائيل لأنه ليس لديه واسطة ، بإختصار ليس لديه قرابة أو معرفة بأحد قيادات حركة حماس .
تصاريح العمل تمنح طبقاً لدرجات القرابة بين العمال وقيادات حركة حماس بالإضافة لمدى القدرة المالية وتحمل العامل للضرائب المفروضة عليه قهراً من حكومة حماس وأجهزتها الأمنية .