«يا بيه والنبي اقبضلي.. أصلي مش بعرف اقبض من الماكنة دي..».
رديت بكل هدوء: طب ما تروح تقبض من ماكنة تانية بتعرف تقبض منها.
ويبدو أن هدوئي أغضبه فهاجمني: «يا بيه متخلي عندك نظر أنا لا بعرف أقبض من دي ولا أقبض من غيرها.. أنا كنت بقبض زمان من الصراف وكانت الفلوس فيها بركة لا بنقف في طابور ولا بنتعامل مع مكن ولا بنشوف أشكال تضايقنا (يقصدني)».
كظمت الغيظ ورأفت لحاله: الله يكرم أصلك يا عم .. هات يا عم عايز تعمل ايه.
فرد منكسرا: عايز أسحب الكام ملطوش بتوع القبض
وأكملت الرأفة المصطنعة: يعني اسحب كام يا عم قول
فرد بانكسار أكبر: “هما 505 اسحبوهملي”
وأصر أخينا على أن أقوم بسحب الخمسة قبل الخمسمائة وبعد مجهود كبير أقنعته أن لا يمكن سحب الخمسة جنيهات.
تذكرت لحظة الانكسار هذه والتي تشبه نظرات الفنان بدر نوفل الله يرحمه وهو يقدم الشاي لعادل إمام في مسرحية الواد سيد الشغال والذي عادت له إنسانيته في لحظة فقام بتقبيله والخروج معه قائلا جملته الشهيرة “ثم مات الممثلون جميعا”.

أقول تذكرت هذه النظرة وهذا الانكسار وأنا أتابع الجدل المثير اليوم بشأن السحب النقدي من الصراف الآلي واضطرار الحكومة إلى إصدار بيان تكشف فيه الحقائق.
يا سادة الناس مش مستحملة شائعات ومتجوش على أكل عيشها اكتر من كدا..
الناس تترحم على أيام الصراف اللي من لحم ودم لأنه كان رحيما بالناس ويقدرهم أما الآلي أبو قلب حديد الذي كلما داعبته بالأرقام السرية يقوم بالخصم بسبب وبدون سبب.