لم يتمالك الممثل الأمريكي، كي هيو كوان، نفسه، وهو يتسلم جائزة الأوسكار، ودخل في بكاء شديد؛ لأن حلمه في الحصول على الجائزة السينمائية المرموقة قد تحقق، وخاطب أمه المُسنة أمام الجمهور مبتهجاً بالإنجاز الذي حققه.
نال كوان جائزة أفضل ممثل مساعد، عن دوره في فيلم “إفري ثينغ إفري وير أول أت وانس” (كل شيء، كل مكان في الوقت نفسه)، وكان كوان الأوفر حظاً بحسب التوقعات للفوز بهذه الجائزة.
تنافس كوان على الجائزة مع برندن غليسون، وباري كيوغان، وبراين تايري هنري، وجود هيرش. وجاء فوز كوان بعد نتائج مبهرة حققها فيلم “كل شيء، كل مكان في الوقت نفسه” في موسم الجوائز الهوليوودية هذا العام، حيث نال نصيب الأسد منها.
بدت السعادة تغمر كوان وهو يتسلم جائزة الأوسكار، وتوجه بكلمات مؤثرة للجمهور وهو يبكي قائلاً: “أمي تبلغ من العمر 84 عاماً، وهي تشاهد (الحفلة) في المنزل، أمي، لقد فزت للتو بجائزة أوسكار!”.
أضاف كوان: “رحلتي بدأت في مركب، وقضيت عاماً في مخيم للاجئين، وبطريقة ما انتهى بي المطاف هنا، في أكبر مسرح بهوليوود، قالوا إن هذا يحدث في الأفلام فقط، لا أصدق أن هذا يحدث لي، هذا هو الحلم الأمريكي”، ودعا إلى ضرورة أن يتمسك الإنسان بحلمه.
ينحدر كوان من أصل فيتنامي، وأدى دور زوج “إفلين” بطلة فيلم “كل شيء، كل مكان في الوقت نفسه”، ويشكّل الفوز بالنسبة له رد اعتبار مدوياً، بعدما اضطر كوان في تسعينيات القرن الماضي إلى تعليق مسيرته التمثيلية في ظل نقص الأدوار في هوليوود للممثلين المنحدرين من أصل آسيوي.
كان جمهور السينما قد تعرّف لأول مرة على هذا الممثل حين كان في سن 12 عاماً في فيلم “إنديانا جونز أند ذي تمبل أوف دوم” (“Indiana Jones and the Temple of Doom”).
وذهبت جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة إلى ميشيل يوه عن فيلم “كل شيء.. كل مكان في الوقت نفسه”، والتي جسّدت في الفيلم دور مالكة مغسلة صينية أمريكية تعيش أزمة أسرية، وبذلك تصبح يوه أول امرأة آسيوية تفوز في هذه الفئة.
تدور قصة الفيلم حول أسرة صينية أمريكية تعمل على حل مشاكلها في عدة أكوان، وحصد الفيلم سبع جوائز إجمالاً، منها ثلاث جوائز تمثيل من أصل أربع جوائز للنجوم ميشيل يوه وكي هوي كوان وجيمي لي كيرتس.
كان فيلم “كل شيء.. كل مكان في الوقت نفسه” فائزاً غير محتمل. ويمتلئ فيلم مغامرات الكونج فو بالغرائب، مثل أشخاص أصابعهم من النقانق، وطاهٍ يحركه حيوان راكون من تحت قبعته، وأدت أيضاً الأعين المستديرة البلاستيكية وكعكة عملاقة أدواراً محورية في الفيلم.
وكان لهيمنة الآسيويين على طاقم عمل الفيلم، رمزية كبيرة في هوليوود التي تواجه منذ سنوات انتقادات على خلفية نقص التنوع فيها.
إلى جانب اكتساح “كل شيء، كل مكان في الوقت نفسه ” الذي نال أيضاً جائزتي الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي وأفضل توليف، فرض الفيلم الألماني “آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت” نفسه من خلال فوزه بأربع جوائز أوسكار.