منذ أواخر القرن الخامس عشر وخلال فترة الرحلات والهجرات نحو العالم الجديد عانى البحارة كثيرا من مرض الأسقربوط، الذي تحول سريعا إلى كابوس لكل البحارة والمستكشفين.
الكابوس
وخسر الرحالة فاسكو دي غاما خلال رحلته نحو بلاد الهند سنة 1499 ثلثي طاقمه بسبب الأسقربوط وخسر ماجلان خلال عبوره للمحيط الهادئ سنة 1520 أكثر من ثمانين بالمائة من طاقمه بسبب المرض نفسه.
أسباب المرض
مرض الأسقربوط ناتج عن نقص في فيتامين سي منذ القديم حيث حدّث عنه الطبيب الإغريقي أبقراط ووصف الفراعنة أعراضه منذ 1500 سنة قبل الميلاد.
اكتشاف
سنة 1536 وخلال رحلته عبر نهر سانت لورنس بأميركا الشمالية، لاحظ البحار والمستكشف الفرنسي جاك كارتييه إصابة أحد أفراد السكان الأصليين للمنطقة بمرض الأسقربوط لكن بعد مضي بضعة أيام انتبه المستكشف الفرنسي أن نفس الشخص قد شفي تماما من المرض وعندما سأل جاك كارتييه السكان الأصليين عن ذلك قدموا له وصفة أعشاب ترتكز أساسا على نبتة العفص الغنية بفيتامين – سي وخلال تلك الفترة استغل كارتييه ذلك لإنقاذ نسبة كبيرة من طاقمه.
مع حلول أربعينات القرن الثامن عشر تعرف المجتمع البريطاني بشكل أكبر على مرض الأسقربوط الذي أصبح حديث الجميع فخلال تلك الفترة هلكت نسبة كبيرة من طاقم البحار البريطاني جورج أنسون بسبب هذا المرض خلال صراعها مع البحرية الإسبانية.
وصف مرعب
تزامنا مع ذلك قدّم البحار الأنجليزي ريتشارد والتر وصفا للأسقربوط أرعب المجتمع البريطاني حيث حدّث قائلا عن أعراض المرض: يتحول لون بشرة المصاب إلى الأسود ويعاني من تقرحات وصعوبة في التنفس وتتقلص أطرافه وتتساقط أسنانه تدريجيا وتظهر داخل فمه مادة لزجة غريبة وتنبعث منه رائحة كريهة لا تحتمل.
ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر أرعب مرض الأسقربوط جميع البحارة وخلال تلك الفترة التي امتدت على حوالي ثلاثة قرون تسبب هذا المرض في هلاك ما لا يقل عن مليوني بحار.