يصادف في مثل هذا اليوم 10 أبريل من العام 1912، إبحار السفينة تيتانيك للمرة الأولي والأخيرة، الكثير لا يعلم أن تلك السفينة حملت مصريا على متنها وكان هو المصري الوحيد الناجي من غرق تيتانيك.
كان يدعى حسب الله وقتها كان في الـ 27 من عمره وسافر برفقة أحد المشاهير الأمريكيين و زوجته . و كان الثري الأمريكي قد دعاه ليرافقه في الرحلة على “تيتانيك” و اشترى له تذكرة بالدرجة الأولى سعرها 76 جنيها استرلينيا و 14 شلنا و 7 بنسات أي ما قيمته حوالي 8 آلاف دولار بحساب هذه الأيام و هو الذي كان يتقاضي راتبا سنويا مقداره 60 جنيه إسترلينيا عن عمله كدليل يرافق السياح ومترجم أو ” ترجمان ” كما كان يطلق علي المشتغلين بهذه المهنة قبل 100 عام.
و كان حسب الله يمهر بطاقته الشخصية بكلمة Dragoman أسفل اسمه كإشارة لعمله الذي كان يتقاضى عنه 1.25 جنيها استرلينيا بالأسبوع من شركة ” توماس كوك و أولاده ” و هي شركة بريطانية للسياحة و السفر و كان فرعها بالقاهرة داخل أوتيل شبرد العريق في شارع إبراهيم باشا.
و كان المليونير هنري هاربر يبلغ من العمر 48 عاما حين قام في شتاء 1912 بجولة سياحية هو و زوجته ميرا و نزلا في أوتيل شبرد فور وصولهما إلى القاهرة للسياحة و طلبا مرافقا و مترجما من مكتب ” توماس كوك ” الذي كلف حسب الله بالمهمة و حين انتهت الرحلة السياحية و قررا العودة إلى الولايات المتحدة قال هاربر ل حسب الله ” من باب المزاح ” إنه إذا رغب بالسفر معهما إلى أمريكا فأهلا و سهلا و رد حسب الله المزاح بأحسن منه و جعله جدا فوافق هاربر على الفور ..
سافروا أولا إلى باريس ثم توجه الجميع إلى مدينة شيربورغ ” إحدي مدن فرنسا ” و هناك من مرفئها الذي صعد منه 92 لبنانيا إلى ” تيتانيك ” يوم الأربعاء 10 أبريل 1912 صعدوا هم أيضا إليها فأبحرت إلى مرفأ ” ساوثهامبتون ” بجنوب إنكلترا و منه إلى آخر أيرلندي لتقل بعض الركاب ثم إلى نيويورك حيث واجهت على الطريق مصيرها المأساوي المعروف . كل شييء كان طبيعيا خلال الرحلة إلى أن حدث بعد 4 أيام ما اهتز له العالم :
السفينة التي بناها 15 ألف عامل في 3 سنوات ترتطم بجبل جليدي قبل ثلث ساعة من منتصف ليل الأحد 14 أبريل ” ” 1912 و بعد ساعتين و40 دقيقة ابتلعها الأطلسي و معها ابتلع 1517 راكبا من أصل 2223 راكبا كانوا فيها و جرفهم إلى مثوى عميق ” 3733 مترا ” تحت مياه كانت درجة برودتها 2 درجة مئوية تحت الصفر . نجا هاربر و زوجته و حسب الله و نجا معهم الجرو ..
كانوا من أوائل من هرعوا إلى موقع زوارق النجاة و الدليل أن المركب الذي أقلهم هو الرقم 3 من بين 20 زورقا كانت في السفينة و كان من المفترض عدم السماح ل هاربر و ل حسب الله بركوبه لأن الأوامر كانت بنجدة النساء و الأطفال أولا ..
هاربر و زوجته و حسب الله كانوا يتناولون العشاء في مطعم بالسفينة حين ارتطمت بالجبل الجليدي و لأنهما من ركاب الدرجة الأولى و من مشاهير الأثرياء الأمريكيين فقد تبرع موظف بالسفينة للإسراع بالنجدة و طلب منهم التوجه إلى غرفهم و حمل الغالي و الضروري منها و لبس سترة النجاة ثم العودة لركوب أول زورق نجاة . أسرع كل منهم إلى غرفته و التقطوا على عجل أغراضهم الثمينة و حين عاد الجميع لركوب زورق النجاة تنبه هاربر إلى أنه نسي قبعته فهمّ بالعودة إلى جناحه ليأخذها لكن زوجته منعته و كذلك موظف السفينة فقبل هاربر على مضض و لم ينتظر موظف السفينة ليضع في زورق النجاة مزيدا من الركاب فغادر زورق النجاة السفينة بنصف حمولته تقريبا لذلك يبدو في الصورة فارغا و هو المعد لحمل 60 شخصا
عاد حسب الله إلى مهنته القديمة في القاهرة ، ففي فقرة عنه نقرأ بأنه كتب رسالة في العام 1927 لأحدهم في الولايات المتحدة و بداخل الظرف أرسل بطاقة عمله الشخصية و بطاقة سياحية لصورة مركب يعبر النيل و حين عثروا عليها أودعوها في متحف بروكلن الذي اعتبر البطاقة بشكل خاص تحفة ثمينة من ” تيتانيك” و حتي الآن يصنفونها كأشهر بطاقة شخصية .