تطورت الأوضاع سريعا في السودان وزاد خطر نشوب “صراع” بعد التحركات والحشد لقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” في الخرطوم ومدن عدة، في مؤشر على تصاعد التوتر بين القوتين المتنافستين وفي تعقيد محتمل لخطوات إعادة الحكم المدني.
أصدرت قوات الدعم السريع بالسودان، بيانًا رسميًا تقول فيه إن قوة كبيرة من الجيش دخلت مقرهم بمنطقة سوبا، مشيرًة إلى أن الجيش استخدم كل أنواع الأسلحة الثقيلة ضدهم.
وتشهد العاصمة الخرطوم، اشتباكات عنيفة بين الجانبين، حيث نقلت وسائل الإعلام الدولية أن محيط قاعدة مروى الجوية العسكرية يشهد وجود انفجارات وتصاعد الدخان من داخله، فضلًا عن وقوع اشتباكات بين الطرفين بأسلحة ومدافع ثقيلة.
وقالت وكالة رويترز للأنباء البريطانية، إنه وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بمحيط مقر الجيش السوداني وسكن البرهان وحميدتي.
جدير بالذكر أن قاعدة مروى الجوية العسكرية تشمل دفاعات جوية عن شمال ووسط وغرب وشرق السودان، وتعتبر منطقة تمركز بديلة للقوات الجوية.
وبدأ الخلاف بين القوات على السطح يوم الخميس، عندما قال الجيش إن التحركات الأخيرة لقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية قوية، حدثت دون تنسيق وكانت غير قانونية.
يوم الجمعة وفي وقت مبكر من يوم السبت، أبلغ رؤساء كل من الجيش وقوات الدعم السريع الوسطاء أنهم مستعدون لاتخاذ خطوات لتهدئة الوضع.
يمكن أن تؤدي المواجهة بينهما إلى صراع طويل الأمد عبر بلد شاسع يتعامل بالفعل مع الانهيار الاقتصادي واندلاع العنف القبلي.
وقالت وسائل إعلام دولية، إن إطلاق نار مستمر في العاصمة السودانية غير معروف وسط توترات بين الجيش والجماعة شبه العسكرية القوية.
ما هي قوات الدعم السريع
يرأس الفريق أول محمد حمدان دقلو “الدعم السريع”، ويشغل في الوقت الحالي منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم. ويقدر محلّلون عدد القوات بنحو 100 ألف جندي، ولهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد.
وانبثقت قوات الدعم مما يُسمى “ميليشيا الجنجويد” المسلحة التي قاتلت في مطلع الألفية في الصراع بدارفور، واستخدمها نظام الرئيس السابق عمر البشير آنذاك في مساعدة الجيش لإخماد التمرد.
وشُرد 2.5 مليون شخص على الأقل وسقط 300 ألف شخص في المجمل في الصراع، واتُهمت “ميليشيا الجنجويد” بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
ونمت القوات بمرور الوقت واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية.
وفي 2017، تم إقرار قانون يمنح “الدعم السريع” صفة قوة أمن مستقلة. وقالت مصادر عسكرية إن قيادة الجيش طالما عبرت عن قلقها إزاء ازدياد قوات “حميدتي”، ورفضت دمجها في صفوفها.
خلافات قوات الدعم السريع مع البرهان
في أبريل 2019، شاركت “الدعم السريع” في الإزاحة بنظام البشير. وفي وقت لاحق من ذلك العام، وقع “حميدتي” اتفاقاً لتقاسم السلطة جعله نائباً لرئيس مجلس السيادة.
وشاركت قوات “الدعم السريع” في ما تصفه القومى المدنية بـ”انقلاب أكتوبر 2021″ الذي عطل الانتقال إلى إجراء انتخابات. ويقول “دقلو” إنه يأسف لحدوث الانقلاب وعبر عن موافقته على إبرام اتفاق جديد لاستعادة الحكومة المدنية الكاملة.
في 2022، زار دقلو روسيا عشية غزوها أوكرانيا وأعرب عن انفتاحه على بناء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر.
وطالب الجيش السوداني والجماعات المناصرة للديمقراطية بدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش. وصارت المفاوضات بهذا الشأن مصدرا لتوتر تسبب في تعطل عملية توقيع كانت مقررة في الأصل في الأول من أبريل.