في الآونة الأخيرة درج الصوفيون على نعت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأوصاف معينة حصروا فيها صورته أو كادوا!!
فالنبي عندهم قمر بهي الطلعة ناعم الكف منسدل الشعر يشع نورا ويكلم الجمل والضب ويسلم على الحصى ويرد عين قتادة.
ونحن لا ننكر هذه الأمور بل إننا نرى أنها دون مقام النبي وحقيقته!!
لكن.. أين الجوانب الأخرى في الشخصية المحمدية؟
أين الرسول الذي أقام لدينه دولة أقضت مضاجع الفرس والروم؟
أين الرسول الذي أرسى قواعد الحق والعدل وجابه قوى الظلم والطغيان؟
أين الرسول الذي حرر البشرية من عبوديتها لغير الله بعد أن حل قيودها وفك إسارها؟
أين الرسول الذي ساوى بين الناس جميعا وقضى على نعرات التعصب ووأدها وأدا؟
أين الرسول الذي زهد في الدنيا ومتاعها وكان بمقدوره أن يعيش فيها ملكا متوجا؟
أين الرسول الذي ربى جيلا فريدا حمل روحه على كفه حتى يوصل دين الله غضا طريا إلى كل ربوع الدنيا؟
أين وأين وأين وأين؟؟؟
إننا ننكر قصر الشخصية المحمدية الفذة على أوصاف معينة وتصوير النبي على أنه شخصية خرافية فوق مستوى الإدراك البشري>
والحقيقة التي لا مراء فيها أن معجزة النبي الأولى هي كونه بشرا يوحى إليه
بشر حقق كل الكمالات التي يسعى الأفذاذ إلى الاقتراب منها والدوران حولها!!
حققها كلها رسولا وقائدا وزعيما ومعلما وزوجا وأبا>
حققها أوابا توابا..ذاكرا شاكرا..
عابدا قانتا
صلى الله وسلم عليه ما تعاقب الليل والنهار وما سطع نجم وأنار وما تحرك كوكب وسار.
• إمام وخطيب مصري بالكويت
