أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء، على أن حركة “حماس” لم تدخل المعركة وحركة الجهاد الإسلامي هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ التي انطلقت اليوم من غزة واستهدفت مدن إسرائيلية بمحيط القطاع وتل أبيب.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه تم إطلاق أكثر من 40 صاروخا على منطقة أشكول في غلاف غزة أصاب أحدها مبنى، كما تم إطلاق 3 صواريخ على منطقة “غوش دان” قرب تل أبيب. لم تنخرط حركة حماس في المواجهة الدائرة حاليا بين إسرائيل وحركة “الجهاد” في غزة، لكن التحاقها ربما لن يطول انتظاره.
لماذا لم تتدخل حماس؟
وفقًا لمحللين وأيضًا مسؤولين إسرائيليين، فإن أحد الأسباب هو حقيقة أنه لم يمض سوى شهور قليلة على اخر صراع وحرب شهدتها غزة ،أدت إلى أضرار كبيرة وموت الكثيرين في غزة. ولا يزال سكان القطاع يعيدون بناء منازلهم، وحماس تعيد بناء ترسانتها.
كما أن الحكومة الإسرائيلية أيضًا رغب حماس بالحوافز الاقتصادية – زيادة عدد التصاريح الممنوحة لسكان غزة للعبور إلى إسرائيل للعمل – إن حافظت حماس على إستقرار الاوضاع وعدم تدهور الأمر إلى حرب جديدة.
تفرض إسرائيل إغلاقًا على قطاع غزة منذ عام 2007، مما يحد من الوصول إلى القطاع عبر البر والجو والبحر، بما في ذلك القيود المشددة على حركة سكان القطاع وتدفق البضائع. الأمر الذي تصعب معه أي عمليات اقتتال أو نزاع مسلح ، نتيجة وضع اقتصادي صعب عانى منه مواطني حماس لسنوات .
كما أنه إذا تم إطلاق الصواريخ، فإن إسرائيل تغلق الحدود، والآلاف من سكان غزة الحاصلين على تصاريح لن يمكنهم العمل في إسرائيل أو الحصول على رواتبهم.
قادة حماس وحماية السكان
يتوجب على يحيى السنوار قائد جماس في الداخل ألا يستجي لدعوات التصعيد ويحافظ على ضبط النفس حتى يتسنى للقطاع المرهق اقتصاديا أن يلفظ أنفاسه ، فغزة ولا أهلها يتحملوا حرب جديدة ، لذلك على قادة حركة حماس عدم الاستجابة لدعوات التصعيد المستمرة من قبل باقي الفصائل المسلحة ، حيث أن لو اندلعت حرب مرة أخرى في غزة فإن الأهالي سيعانون أشد معاناة في وضع اقتصادي معقد وبنية تحتية متهالكة .
أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيان تقزل فيه ، إنها ستستمر في مقاومة إسرائيل، وإن كل السيناريوهات مفتوحة،
فيما حمّلت حركة حماس إسرائيل مسؤولية التبعات، وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية: “إن العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته، والمقاومة وحدها ستحدد الطريقة التي تؤلم العدو الغادر”.
غزة التي تعاني لا تحتمل حرب جديدة
عندما تشتعل الحرب وتقصف الطائرات يصبح الوضع في غزة جحيماً ، لذلك على قادة حماس ويحيى السنوار عدم السماح بالانجرار لهذا الوضع . تتعطل المدارس وتخرج المستشفيات عن الخدمة ، بالاضافة الى اغلاق المعابر والحدود وتعطل حركة اهالي قطاع غزة الذين يذهبوا للعمل داخل إسرائيل . الحرب تعني شلل لكل مفاصل الحياة وتعطل الحياة التي أصلا معرقلة وشديدة الصعوبة على أهالي قطاع غزة .
يحيى السنوار عليه أن يعلم أن قطاع غزة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية ، وفي نفس الوقت أكثرهم حرماناً من البنية التحتية الجدية والتعليم ومياه الشرب والمنافذ التجارية . وضع صعب يعيشه سكان القطاع في ظل حصار شبه كامل ، بالإضافة لجروب متتالية وتصعيد عسكري مستمر مع القوات الإسرائيلية .
هذا الوضع يفرض على قادة حماس تغليب صوت العقل ، وعدم الانجرار وراء دعوات التصعيد ، فالقطاع لا يتحمل أي حروب جديدة ، كذلك السكان يقدموا كل يوم قتيل أو أكثر . وضع يعاني منه سكان غزة يفرض على جميع الحركات المسلحة تغليب صوت العقل ويوجب على حماس الانصياع لقرارات هادئة تحافظ على الوضع القائم وتجنب القطاع مزيد من الخسائر .