نتائج الانتخابات التركية مباشر، تتجه تركيا فيما يبدو نحو جولة إعادة للانتخابات الرئاسية بعد أن تقدم الرئيس أردوغان على منافسه المعارض كمال كليجدار أوغلو في الانتخابات التي أجريت أمس الأحد، على الرغم من إخفاقه في تحقيق الأغلبية اللازمة لإعلان فوزه.
نتائج الانتخابات التركية مباشر
بدأت تركيا الاثنين 15 مايو 2023 تستعد لأول جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية بعد منافسة انتخابية حامية شهدت تقدم الرئيس رجب طيب أردوغان على منافسه زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو دون أن ينجح في تأمين ما يكفي من الأصوات لتأكيد فوزه في الجولة الأولى.
نتائج الانتخابات التركية
وبدا أردوغان منتصرا عندما ظهر أمام حشد كبير من مؤيديه بُعيد منتصف الليل ليعلن بنفسه جاهزيته لخوض جولة انتخابات رئاسية ثانية. وأظهرت النتائج شبه الكاملة لأهم انتخابات تشهدها تركيا في حقبة ما بعد السلطنة العثمانية أن أردوغان الذي يُحكم قبضته على السلطة منذ عام 2003 ولم يهزم في أكثر من 10 انتخابات وطنية، أخفق بفارق طفيف عن تحقيق نسبة الـ50% المطلوبة زائد صوت واحد.
وقال وسط هتافات صاخبة “أنا أؤمن من أعماق قلبي بأننا سنواصل خدمة شعبنا في السنوات الخمس المقبلة”. كما أعلن أن حزبه الإسلامي الحاكم فاز بغالبية واضحة في البرلمان. وذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن الرئيس البالغ 69 عاما حصل على 49,4% من الأصوات، بينما حصل كليجدار أوغلو على 45,0%.
ومن المقرر أن تُجرى جولة الانتخابات الرئاسية الثانية للمرة الأولى في تاريخ الدولة ذات الغالبية المسلمة والعلمانية رسميا، في 28 مايو. وكان معسكر كليجدار أوغلو قد اعترض في البداية على نتائج فرز الأصوات وادعى أنه في الصدارة.
لكن كليجدار أوغلو ورغم خيبة الأمل من النتائج بعد تصدره الاستطلاعات قبل الانتخابات، تعهد بالفوز على اردوغان في الجولة الثانية. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري للصحافيين إن “إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50%”. ويتوقع أن تصل نسبة المشاركة إلى 90% في الانتخابات التي ينظر اليها على أنها استفتاء على الزعيم الأطول حكما لتركيا وحزبه ذي الجذور الإسلامية.
وقاد أردوغان تركيا التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة في واحدة من أكثر حقباتها تحولا وانقساما. فقد نمت الدولة الكبيرة لتصبح قوة عسكرية وجيوسياسية ذات ثقل تلعب أدوارا في نزاعات تمتد من سوريا إلى أوكرانيا. واحتل أردوغان مكانة مرموقة في جميع أنحاء تركيا المحافظة التي شهدت طفرة تنموية خلال فترة حكمه.
إقبال تاريخي في الانتخابات التركية
أظهرت البيانات الأولية أن الأتراك شاركوا بنسبة كبيرة جدا في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت الأحد، إذ وصلت إلى نحو 88 في المئة.
وقالت وسائل إعلام رسمية في تركيا إن نسبة التصويت بلغت 87.7 % من إجمالي الأشخاص الذين يحق لهم التصويت والمقدر عددهم بنحو 64 مليونا.
وهذه المعطيات لا تزال أولية بانتظار النتائج النهائية التي ستعلن عنها الهيئة العليا للانتخابات التركية.
وكان من المتوقع أن تصل نسبة التصويت في هذه الانتخابات إلى مستويات هائلة، نظرا لأسباب عدة، منها حملات التعبئة الهائلة التي قامت بها الأحزاب لتحفيز المواطنين على المشاركة.
ما هي جولة الإعادة في الانتخابات التركية
نتائج الانتخابات التركية مباشر، إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية في الدورة الأولى، يتم الدعوة لدورة ثانية لتحديد الفائز. يتم تحديد الدورة الثانية بالمرشحين الأول والثاني اللذان حصلا على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى، للتسابق في الجولة الثانية، ويفوز المرشح الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الثانية.
يطبق نظام الانتخاب على مرحلتين في الأنظمة ذات الأكثرية المطلقة، يتنافس المرشّحان اللذان حصلا على أكبر عدد من أصوات الناخبين، في دورة اقتراع ثانية لتحديد الفائز. وهو يُعرف أيضا باسم الدورة الثانية أو نظام الإعادة.
يجوز لأكثر من اثنين من المرشحين أن يشاركوا في الإعادة، إلا أنه في الغالب فإن المرشح أو المرشحين الذين لم يحققوا نتائج مشجعة في الدورة الأولى، ينسحبون مع دعوة مؤيديهم لتأييد أحد المرشحين المستمرين.
نتائج #الانتخابات_الرئاسية_التركية بعد فرز حوالي 99% من أصوات الناخبين #تركيا #أردوغان #كيليجدار_أوغلو pic.twitter.com/9DPRE7x3F8
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) May 15, 2023
وتم إدخال هذا النظام الانتخابي لأول مرة للانتخابات الرئاسية لعام 2014، عندما حل محل نظام الانتخابات غير المباشرة الذي تم بموجبه انتخاب الرئيس من قبل البرلمان.
هذا النظام بالرغم من أن الهدف منه تفادي بعض أوجه النقص التي ثبتت من تطبيقات الانتخاب الفردي بالأغلبية النسبية، إلا أنه يظل يحمل بعض السلبيات العميقة، ومنها:
بحالة الإعادة لـ”عملية الاقتراع الثانية” بين أكثر من مرشحين اثنين لن تعود قاعدة الحصول على الأغلبيـة المطلقـة وهـي 50.1 بالمئة ملزمة.. بمعنى أن الأعلى امتلاكا لأصوات الناخبين يُعلن فوزه بالمقعد، دون الاحتياج للأغلبية.
نظام الإعادة يمثل ضغطا كبيرا على إدارة الانتخابات خاصة وأن الفاصل الزمني بين الاقتراع الأول والثاني يجب أن يكون قصيرا.
تزداد تكاليف إجراءات الانتخابات بشكل كبير جداً، ناهيك عن الوقت الذي يمر بين البدء بالانتخابات وإعلان نتائجها، وهذه الفترة الطويلة نسبياً قد تكون سبباً في عدم الاستقرار.
ترتب عبئاً إضافياً على الناخب إذ أن عليه الاقتراع مرتين وقاد ذلك إلى انخفاض كبير في عدد الناخبين في الدورة الثانية، كما دلّت على ذلك الممارسة في البلدان التي تأخذ بهذا النظام.. وانعدام رغبة الناخب في ممارسة حقه الناتج عن عيب الإجراءات، أحد أهم أوجه النقص في أي نظام انتخابي.
أردوغان يكشف ما سيفعله إذا فازت المعارضة بالانتخابات
صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه سيقبل فوز المعارضة المحتمل في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة في البلاد.
وفي مقابلة أجريت معه يوم الجمعة، قال أردوغان إنه وصل إلى السلطة من خلال الديمقراطية وسيعمل بما يتماشى مع العملية الديمقراطية.
وأضاف: “إذا اتخذت أمتنا قرارا مختلفا، سنفعل ذلك بالضبط مهما كانت الضرورة الديموقراطية، لا يوجد شيء آخر نفعله”.
الليرة التركية تتكبد خسائر كبيرة
تراجعت الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها في شهرين مع بدء الأسواق المالية التداول في أعقاب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت الأحد وسط توقعات بأن السباق الرئاسي يتجه إلى جولة إعادة.
وتراجعت الليرة إلى 19.70 مقابل الدولار قبل أن تعوض بعض خسائرها وتصل إلى 19.65 لتتجه نحو تسجيل أسوأ جلسة لها منذ أوائل نوفمبر.
ولم يكن ذلك بعيدا عن مستوى 19.80 الذي سجلته العملة بعد الزلزال الدامي الذي ضرب البلاد في أوائل مارس.
وتراجعت الليرة خمسة بالمئة منذ بداية العام، كما أنها فقدت حوالي 95 بالمئة من قيمتها على مدار العقد ونصف العقد الماضيين.
تأثير الانتخابات على الليرة
في أبريل الماضي، توقع بنك “جيه.بي مورغان”، أن تهوي الليرة التركية بشكل حاد وربما يقترب الدولار من تسجيل 30 ليرة عقب الانتخابات، إذا بدا أن أنقرة لن تدخل سوى تغييرات طفيفة على سياساتها النقدية غير التقليدية.
وتوقع محللو “جيه.بي مورغان” أن تقفز عوائد السندات الحكومية القياسية، التي تزيد تكاليف الاقتراض في الاقتصاد، إلى 25 بالمئة.
وقدر البنك أن سعر الصرف الفعلي لليرة الآن أقل بنحو 32 بالمئة من “قيمته العادلة”. وسعر الصرف الفعلي الحقيقي للعملة هو الذي يضع الأسعار في الحسبان ويقيس قيمتها مقابل العملات الأخرى التي تجري تركيا معها معاملات تجارية كثيرة.
ويمكن متابعة الأهبار التركية عبر موقع الأناضول اضغط هنا