يقول أحد أصدقائي حصلت معي قصة! مرة أخبرني أخي بقصة مخيفة كانت عبارة عن حلُمٍ كاذب، ادعي أنه رآني في منامه، أنني مكفن في مسجد ليصلى عليّ، وكفني مليء بالنقط السوداء، ثم قال لي: أنه سأل الشيخ المفسر، فأخبره بقرب أجلي، وأن عليّ التوبة من كل ذنوبي!.
لقد صدقت أخي وعشت يومًا كاملًا وأنا في غاية الصلاح والاستقامة، بكيت كثيرًا، واعتذرت من كل أصدقائي، وخاضةَ من أخطأت في حقهم، ومن لم أخطئ في حقهم أيضًا، ساعدت أمي في البيت على غير العادة، مكثت في المسجد كثيرًا، كنت ألطف أهل الحي، وأرقهم، وأصبرهم، تناثرتً حكم الحياة من فمي كما لو أني بلغت السبعين من العمر.
في ذلك اليوم استغفرت، وتبت، وندمت، وطلبت الله أن يزيد في عمري كي أخدم ديني وأصحح وضعي معه، شعور لا يوصف، وحالة من الانكسار يصعب توضيح تفاصيلها، وإحساس عظيم بلغ تأثيره على كل من حولي، رغم أن القصة كانت كاذبة، والحلم كان مختلقًا من عقل أخي، انتهت القصة..
لكن حقيقةً؛ تولد لدي سؤال مهم استنتاجًا من القصة، أليست آجالنا قريبة منّا بالفعل؟ كما قال تعالى: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)!.
قصة التوبة ينبغي أن تكون أشد حضورًا في حياتنا، وأعمق تجذرًا في نفوسنا، وشعور التائبين الذي يفيضون به علينا لحظة توبتهم؛ يجب أن يصبح منفذًا سليمًا لصلاحنا، ذلك الشعور يتجلى بالنسبة لي كلما مرت بي لحظة محاسبة لنفسي، وهذا يعني بالضرورة تنمية لحظات المحاسبة في حياتنا؛ كي نعيش ذلك الشعور؛ شعور التائبين مختلف؛ أحاسيسهم صادقة، دموعهم محوطة بالانكسار، كلماتهم مثخنة بآهات التوبة، وتناهيد الأوبة إلى الله!
*ترويقة:*
لسنا بحاجة لذنوبٍ ومعاصٍ؛ كي نحصل على تلك الصفات الجميلة؛ نحن بحاجة لمرحلة اليقين بالله كما وصل إليها سلفنا وصالحينا، لتلك المعرفة التي جعلتهم في تلك الصورة المضيئة ذات التأثير البالغ، فإذا حصل من أحدنا؛ فثقوا أننا سنشاركهم تلك الصفات وإن لم نتلبس بتلك الذنوب..
اللهم معرفة بك، وعلمًا بصفاتك، وقربًا من رحمتك، وتوبة صادقة نلقاك بها قبل الممات.
*ومضة:*
كان نبي الأمة يستغفر ويتوب وهو المعصوم عليه الصلاة والسلام: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة).
*كاتب سعودي