إن الإسلام دين شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا وما ترك لنا شاردة ولا واردة إلا بينها بل جلاها لتكون واضحة وضوح الشمس في كبد السماء لا لبس فيها ولا غموض، ومن بين هذه الأمور التي عني بها الإسلام عناية بالغة هي أسرار المجالس وأماناتها..
وإن كتمان السر من أفضل الأخلاق التي نحتاجها في تعاملاتنا، وهو جزء من كل الصفات الفاضلة، بل هو عماد الأمانة، وصلب الوفاء، وعنوان المروءة، وأصل الحياء، ورأس الوقار، وزينة العقل ومكارم الأخلاق، واليوم أنقل خواطر وصلتني عن خيانة المجالس، فأعجبتني وأحببت مشاركتها ونقلها إليكم أحبتي الكرام ومتابعي الأفاضل.
1 – لقد انتشرت خيانة المجالس بين كثير من الناس فى هذا الزمان، عندما تجد الواحد منهم يجلس ويتكلم معك وإذا به يُصورك أو يُسجل كلامك دون أن تدرى؛ و هو يعلم أن ذلك مِن خيانة المجالس؛ فقد قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم: “إنما المجالس بالأمانة”..
2 – ومنهم من يتكلم معك بالهاتف ويقوم بتسجيل تلك المكالمة دون أن تعلم ودون استئذانك وهو يعلم أن ذلك من خيانة المجالس، مع أنه يستطيع أن يُلغي خاصية التسجيل من الهاتف.
3 – ومنهم من تُرسل له رسائل واتساب مكتوبة أو صوتية ثم يقوم بتصوير الشاشة ويرسلها لبعض الناس؛ أو يتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون إذنك من صاحبها، أو في مكان كنت أنت معه لوحدكما وقام بتصويرك وهذا كله من خيانة المجالس..
4 – ومنهم من يتحدث معك فى الهاتف ويفتح الصوت “اسبيكر” دون علمك حتى يسمع بعض الناس كلامك؛ وقد يكون فيه أسرار خطيرة؛ أو يكون ذلك للوقيعة بينك وبين بعض الناس؛ فيكون بمثابة السعى بالنميمة.
*ترويقة:*
جاء في إحياء علوم الدين أن الحسن البصري رحمه الله قال: “إنما تُجالسوننا بالأمانة، كأنَّكم تظنُّون أنَّ الخِيانة ليست إلاَّ في الدِّينار والدِّرهم، إنَّ الخيانة أشدَّ الخيانة أنْ يُجالسنا الرجل، فنطمئن إلى جانبه، ثم ينطلق فيسعى بنا”.
*ومضة:*
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المجالسُ بالأمانةِ إلَّا ثلاثةَ مجالسَ سفكُ دمٍ حرامٍ أو فرجٌ حرامٌ أو اقتطاعُ مالٍ بغيرِ حقٍّ)، رواه بن حجر العسقلاني بإسناد حسن.