صلاة تحية المسجد، صلاة مستحبة يؤديها المسلم عند دخوله المسجد، وذلك تعظيماً واحتراماً لهذا المكان المقدس.
و صلاة تحية المسجد من السنة المؤكدة، وينبغي للمسلمين الالتزام بها إذا كان بإمكانهم ذلك، ويمكن للمسلم صلاة تحية المسجد في أي وقت يدخل فيه المسجد، سواء كانت الصلاة الجماعية قد بدأت أم لا. ويمكن للمسلمين صلاة تحية المسجد في أي مكان داخل المسجد، ولا يشترط في ذلك الوقوف على المصلى الرئيسي.
ويتكون صلاة تحية المسجد على النحو التالي: يبدأ المسلم بالتسمية، ثم يقول: “أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك”. ثم يصلي ركعتين تحية المسجد، ويمكن للمسلم أن يصلي ركعتين إضافيتين بعد ذلك إن أراد ذلك.
وينبغي للمسلمين الالتزام بأداء صلاة تحية المسجد عند دخولهم المسجد، فهي من الأعمال المستحبة التي تزيد من تقوية العلاقة بين المسلم وربه، وتعبر عن احترام المسلم لمكان العبادة، وترمز إلى الانضباط والانتظام في العبادة والعمل الصالح. ويجدر بالمسلمين أن يتذكروا أن صلاة تحية المسجد لا تعتبر بديلاً عن الصلاة الجماعية، وإنما هي صلاة اختيارية تستحب أداؤها في أي وقت يدخل فيه المسجد.
حكم صلاة تحية المسجد أثناء بث أو قراءة القرآن الكريم
ومن جانبها قالت دار الإفتاء المصرية في إجابتها على سؤال هل يجوز أداء صلاة تحية المسجد أثناء بث أو قراءة القرآن الكريم إن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2]، ويقول تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].والاستماع للقرآن إذا قُرِئَ أبلغُ من سماعه؛ لأنه إنما يكون بقصد ونية وتوجيهِ الحاسة إلى الكلام؛ لفهمه، وإدراك مقاصده ومعانيه، أما السمعُ فهو ما يحصُلُ ولو بدون قصد، والإنصاتُ السكوتُ لأجل الاستماع؛ حتى لا يشغَلُهُ الكلامُ عن الإحاطة بكل ما يُقْرَأ.
وقد حكى ابن المنذر الإجماعَ على عدم وجوب الاستماع والإنصات في غير الصلاة والخطبة؛ لأن إيجابهما على كل من يسمع أحدًا يقرأُ فيه حرجٌ عظيمٌ؛ لأنه يقتضي أن يَتْرُكَ المشتغلُ بالعلم عِلْمَهُ والمشتغلُ بالحكمِ حكمه والمتبايعان مساومتهما وتعاقدهما وكل ذي عمل عمله، ولكن مَن يكون في مجلسٍ يُقْرَأُ فيه القرآن ولا يوجد شاغل من عمله يشغله عنه لا يباح له أن يعرض عن الاستماع والإنصات.
ونخلص من ذلك إلى جواز أداء صلاة تحية المسجد أثناء بث أو قراءة الذكر الحكيم.
الأدعية التي يمكن قولها عند دخول المسجد
يوصى بقول بعض الأدعية عند دخول المسجد، ومن هذه الأدعية:
1- التسمية: عند دخول المسجد ينبغي للمسلم أن يقول “بِسْمِ اللهِ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ”، كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ الْمَسْجِدَ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ”.
2- دعاء الاستفتاح: يمكن للمسلم أن يبدأ دعائه بدعاء الاستفتاح، وهو “اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا”.
3- دعاء الدخول: يمكن للمسلم أيضًا أن يدعو عند دخوله المسجد بقول “أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ”.
4- دعاء الاستغفار: يمكن للمسلم أن يدعو بدعاء الاستغفار عند دخول المسجد، وهو “أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ”.
5- دعاء الدخول إلى المصلى: عندما يدخل المسلم المصلى يمكنه أن يدعو بقول “اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحتي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا”.
ويجدر بالمسلمين أن يحرصوا على قول الأذكار والأدعية عند دخول المسجد، وذلك تعظيماً واحتراماً لهذا المكان المقدس، كما أن ذلك يعزز من ارتباط المسلم بالله تعالى ويساعد في تهدئة النفوس والتخشع والانصراف إلى العبادة.