أحمد رامي، شاعر الشباب أبرز شعراء القرن العشرين، والذي رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم، 5 يونيو لعام 1981 تاركًا إرثًا غنائيا كبيرا.
ولد أحمد رامي في عام 1892 فى حي السيدة زينب فى القاهرة، وأمضى أحمد السنوات الأولى من طفولته مع والده في جزيرة ثاسوس التي كانت مملوكة للخديوي عباس الثاني. عاد إلى القاهرة عام 1901 ليعيش مع عمته.
ودرس في مدرسة المعلمين التي تخرج فيها عام 1914 عُيِّن رامي مدرسًا للجغرافيا واللغة الإنجليزية في المدارس الخاصة في السيدة زينب ثم في الغربية والمنيرة. كان في هذا الوقت أول من تعرف على شعراء وفناني عصره، مثل عبد الحليم المصري وأحمد شوقي وأحمد نسيم وحافظ إبراهيم. بعد ست سنوات، تم تعيينه أمين مكتبة في مكتبة المعلمين العليا، مما أتاح له فرصة فريدة لقراءة الشعر والأدب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. في عام 1918، نشر رامي أول ديوان له، قدّم للقراء العرب نوعًا جديدًا من الشعر.
في عام 1924، حصل رامي على منحة دراسية وأُرسل إلى باريس في مهمة تعليمية حيث حصل على ترخيص في الأدب باللغة الفارسية من مدرسة اللغات الشرقية فيفانتس. ساعدته شهادة اللغة الفارسية في ترجمة كتاب عمر الخيام الرباعي الشهير من النسخة الفارسية الأصلية إلى العربية.
أحمد رامي وأم كلثوم
كانت بداية معرفة أحمد رامى بكوكب الشرق أم كلثوم عن طريق الشيخ أبو العلا محمد، الذى طلب منه أن يعطيه إحدى قصائده، فاستجاب أحمد رامى فأعطى له قصيدة “الصب تفضحه عيونه”، وعندما قابل الشيخ أبو العلا محمد أم كلثوم لم يتردد فى أن يعطيها أغنية “رامى”، الذى كان فى باريس وعندما عاد أبلغه أحد أصدقائه أن هناك فتاة من الريف تغنى كلماته فذهب ليستمع إليه وجلس فى أول صف الحضور وطالبها بأن تغنى قصيدته “الصب تفضحه عيونه” لترد عليه الأنسة أم كلثوم مرحبة به “أهلا يا سى رامى”.
ومن هنا بدأ التعاون بين أم كلثوم والشاعر أحمد رامى الذى أحبها كثيرًا، وكتب لها أكثر من نصف أعمالها حيث وصلت إلى 200 أغنية، منها “هجرتك، حيرت قلبى معاك، جددت حبك ليه” وغيرها وغيرها، وكان آخر ما كتبه أحمد رامى لسيدة أم كلثوم هى “يا مسهرنى” نوعًا من العتاب لأنها لم تسأل عنه.
لقد أحب أحمد رامي أم كلثوم بلا أمل، أحبها حباً أسطورياً امتدت نحو نصف قرن من الزمان، نسرد اليوم قصة حب جمعت بين أحمد رامي وأم كلثوم كان مصيرها الفن ولم تفلح في الزواج.
لماذا لم يتزوج أحمد رامي أم كلثوم؟
رغم حبه الكبير لأم كلثوم لم يرغب أحمد رامي في الزواج منها، حيث حكى ابنه أنه سأله “لماذا لم تتزوجها؟”، فكان رد أحمد رامي على ابنه: “لو تزوجتها هبطل أكتب شعر”، مضيفاً: “بالطبع، كنت سأجعلها تترك الغناء وأمنعها منه، وهذا سيكون أسوأ شيء أفعله للغناء”.
وعلى الرغم منه كتب لكوكب الشرق الأغاني الكثيرة، إلا أنه لم يتقاض أجره أبداً، وعندما سألته عن السبب، فأجاب أحمد رامي سيدة الغناء العربي أم كلثوم: “أنا مجنون بحبك.. والمجانين لا يتقاضون ثمن جنونهم، هل سمعتي أن قيس أخذ من ليلى ثمن أشعاره التي تغنى بها”.
لقد رسمت علاقتهما قصائده وأغنياته، كل موقف بينهما ألهم شاعر الشباب أحمد رامي بكلماته وأبياته.
خلاف أحمد رامي وأم كلثوم
في حفل تكريم لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في دار الموسيقى العربية، وقع سوء تفاهم بين أم كلثوم وأحمد رامي، سرعان ما تفاقم عندما قالت له: “يا ليتني ما عرفتك يا شيخ”، وقعت كلماتها كالنصل الحاد في قلب رامي وهو ما جعله يغضب ويقاطعها. استمرت القطيعة بينهما فترة طويلة.
في عام 1975، غيب الموت كوكب الشرق أم كلثوم، هذا ما حطم قلب رامي، ورثاها الشاعر بقصيدة لن تغنيها: “ما جال في خاطري أني سأرثيها.. بعد الذي صُغت من أشجى أغانيها.. يا درة الفن يا أبهى لآلئهِ.. سبحان ربّي بديعِ الكونِ باريها”.
مناصب أحمد رامي
وخلال مسيرته المهنية وإلى جانب نظمه للشعر عين أحمد رامي في مناصب عدة، من بينها أمين مكتبة دار الكتب المصرية، وأمين مكتبة بعصبة الأمم في جنيف بعد انضمام مصر إليها، كما عمل مستشاراً للإذاعة المصرية، ونائباً لرئيس دار الكتب المصرية، ومن أهم مؤلفاته “ديوان رامي”، بأجزائه الأربعة، و”أغاني رامي”، و”غرام الشعراء”، و”ترجمة رباعيات الخيام”.
وخلال حياته حصل أحمد رامي على عديد من التكريمات في حياته، حيث منح جائزة الدولة التقديرية عام 1967، وحصل على وسام العلوم والفنون، والدكتوراه الفخرية، كما حصل على وسام الكفاءة الفكرية من الطبقة الممتازة من الملك الحسن ملك المغرب، وحصل على وسام الاستحقاق اللبناني المرموق، ومنحته جمعية الملحنين، ومقرها باريس، درعاً تذكارية.