يوم عرفة هو التاسع من ذي الحجة، وهو اليوم الأهم في فريضة الحج. وفيه يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات الواقع في مكة المكرمة، ويقفون فيه حتى غروب الشمس، ويدعون الله ويستغفرونه، ويتذكرون ذنوبهم ويتوبون إليه، وينتظرون المغفرة والرحمة من الله.
يعتبر يوم عرفة من أفضل الأيام عند الله، ويقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة”، ولذلك يسعى المسلمون في هذا اليوم إلى تحقيق الثواب العظيم بالصيام والتضرع إلى الله، والدعاء والتوبة والاستغفار.
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، حول متى يبدأ وقت الوقوف بعرفة ومتى ينتهي، قال فيه صاحبه: «ما حكم مَن وقف بعرفة قبل الزوال فقط؟ وهل يجوز للحجاج أن ينفروا من عرفة قبل المغرب؟ وما حكم مَن وقف بها جزءًا من ليلة النحر فقط؟ وهل يجوز شرعًا أن تكون نفرة الحجيج من عرفات على مراحل لتتم النفرة في سهولة ويسر لهذه الأعداد الغفيرة المتزايدة؟ وهل هذا يعتبر ذلك تغييرا لمناسك الحج؟».
وأجابت دار الإفتاء على هذه التساؤلات عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، وقالت في إجابتها إن الوقت المحدد للوقوف بعرفة ووقت النفرة منها من الأمور التي فيها خلاف بين الفقهاء والعلماء، مشيرة إلى أن الأكمل في ذلك هو الجمع في الوقوف بين الليل والنهار من بعد الزوال.
دار الإفتاء توضح الخلاف بين الفقهاء في «الوقوف بعرفة»
وأضافت دار الإفتاء، أنَّ الخلاف فيما سوى ذلك، فعند الحنابلة، يرون أنه يجوز الوقوف والدفع من عرفة للحاج من بعد الفجر وقبل الزوال، وفي هذه الحالة يكون عليه دم، أما الشافعية فيقولون بأن يكون الدفع من عرفة قبل الغروب، ولا يكون عليه دم، أو الاكتفاء فقط بالوقوف لجزء من ليلة النحر، ولا يكون عليه في ذلك حرج.
وتابعت دار الإفتاء، أنَّ المستحب بين ذلك كله، هو اتباع ما هو أنسب للحجاج، مشيرة إلى أنَّ محافظة الحجاج على نفوسهم وأمنهم إنما هي من بين مقاصد الشريعة العليا.