هددت المخابرات الروسية بإيذاء عائلات قادة مجموعة “فاغنر” الروسية للمرتزقة، قبل أن يتراجع زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين عن تقدمه إلى العاصمة الروسية موسكو، بعدما أعلن تمرده على الجيش وقرر مواجهته، في تصعيد مفاجئ أثار ارتباكاً لدى الكرملين، وفقاً لما قالته مصادر أمنية بريطانية.
جاء ذلك بحسب ما أوردته صحيفة The Telegraph البريطانية، الإثنين 26 يونيو/حزيران 2023، وهو ما يقدم تفسيراً من بين تفسيرات عدة حول قبول بريغوجين في النهاية بإنهاء تمرده على الجيش.
في السياق ذاته، قالت الصحيفة إن تقديرات أشارت إلى أن “فاغنر” لديها 8000 مقاتل فقط وليس 25 ألفاً كما تزعم، وأنها كانت لتُهزم على الأغلب في أية محاولة منها للاستيلاء على العاصمة الروسية.
أضافت الصحيفة أن “هذا التحليل يُقدم إجابات للُغز تراجع بريغوجين، زعيم فاغنر، عن تمرده في موسكو، يوم السبت 24 يونيو، قبل ساعات فقط من وصوله إلى العاصمة”.
كذلك أشارت الصحيفة إلى أن بوتين سيسعى لضم جنود “فاغنر” إلى الجيش الروسي، وإبعاد قادتها السابقين، وفقاً لتحليل اطلعت عليه صحيفة The Telegraph البريطانية.
رغم ذلك، تظل التكهنات دائرة حول طبيعة الصفقة الرسمية التي تم إبرامها، والتي توسط فيها رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، وقال الكرملين، يوم السبت الماضي، إن بريغوجين سيتوجه إلى بيلاروسيا مقابل عفو عن تهم الخيانة.
كان النائب الروسي أندريه غوروليوف، أحد داعمي الكرملين البارزين، قد قال، يوم الأحد 25 يونيو/حزيران 2023، إنه “لا يوجد خيار” إلا إعدام بريغوجين وشخصية بارزة أخرى من “فاغنر”.
لم يظهر بوتين علناً منذ ألقى خطاباً للشعب، صباح يوم السبت، لكن مقابلة سُجلت معه في وقت سابق من الأسبوع بُثت على التلفزيون الرسمي يوم الأحد، وفي هذه المقابلة، أعرب بوتين عن ثقته في تحقيق خطط ما يواصل تسميته بـ”العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.
في غضون ذلك، هدد أعضاء في فاغنر، بريغوجين، زاعمين أنه خانهم بالتخلي عن محاولة الانقلاب على الكرملين، واتهم السجناء الذين تحولوا إلى مقاتلين، في مقطع فيديو نشر على الإنترنت، بريغوجين بـ”الجبن”، قائلين إن أنصاره “تعرضوا للخيانة” ويواجهون الآن الانتقام.
أحد جنود وحدة Storm-Z قال إن بريغوجين “وعدهم بكل شيء” ثم “أدار عجلة القيادة في الاتجاه الآخر”.
وبعد إخماد تمرد “فاغنر”، أثيرت تساؤلات عن مستقبل بريغوجين بعد تحديه لبوتين، وحذر المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ديفيد بتريوس، بريغوجين، من اغتياله، وقال في مقابلة على CNN الأمريكية، إن بريغوجين فقد السيطرة على فاغنر بعد أن شنّ تمرداً ضد الحكومة الروسية، وإنه يجب أن يخشى محاولات الاغتيال.
يُذكر أن التصعيد الأخير بين “فاغنر” والجيش الروسي، تفجّر بعدما اتهم بريغوجين الجيش بأنه قصف قواته في أوكرانيا، وكان بريغوجين قد دأب منذ أشهر على اتهام وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف، بمنع الذخيرة عن مقاتليه والتضحية بهم، كما تحدث عن ممارسات ترقى إلى الخيانة.