نجاة الصغيرة، وصفها الشاعر كامل الشناوى بأنها واحدة من السيمفونيات، وقال عنها الشاعر نزار قبانى: «شعرى يتحول دائمًا على شفتيها إلى ما يشبه الصلوات، فصوتها يختصر الأنوثة كلها، ونساء الشرق كلهن يختبئن فى أوتار حنجرتها الحريرية».
قيثارة الشرق
الفنانة القديرة نجاة الصغيرة، أو كما لقبها جمهورها بـ«قيثارة الشرق»، تحتفل اليوم ١١ أغسطس بذكرى ميلادها الـ٨٥.
عرفها الجمهور بأنها تلك الفتاة الصغيرة الخجولة صاحبة الحنجرة الذهبية، التى يخلق صوتها حالة من السحر وينجح فى سلب العقول والأذهان بمجرد سماعها على إحدى محطات الراديو أو على شاشات التليفزيون.
نشأتها داخل أسرة فنية أسهمت بشكل كبير فى رسم طريقها إلى عالم النجومية، فهى شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسنى، وعازف الكمان عزالدين حسنى، الذى كان يعمل فى فرقة أم كلثوم، كما كان والدها يهوى الموسيقى، ورباها على الطرب الأصيل، وعندما اكتشف موهبتها وعذوبة صوتها شجعها على الغناء، وأخذ يتردد بها على المسارح ومتعهدى الحفلات، حتى قدمها للمرة الأولى فى حفل وزارة المعارف فى عام ١٩٤٤، ولم يكن عمرها قد تجاوز السنوات الست.
قدمت «قيثارة الشرق» العديد من الأغانى الناجحة التى لاقت قبولًا كبيرًا لدى الجمهور فى الوطن العربى كله، وغنت للكثير من كبار الكتاب والملحنين، أمثال محمد الموجى وبليغ حمدى وسيد مكاوى، وحلمى بكر، ولكن كان تعاونها مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والشاعر الكبير نزار قبانى المحطة الأبرز فى مشوارها الغنائى، فأبدعت معهما عندما غنت «ماذا أقول له» و«متى ستعرف»، و«أسألك الرحيل».
وكان من الطبيعى أن تستغل السينما صوت نجاة الساحر، بعد نجاحاتها الكبيرة، فشاركت فى العديد من الأفلام الشهيرة، مثل «الشموع السوداء»، و«شاطئ المرح»، و«ابنتى العزيزة»، و«القاهرة فى الليل»، و«سبعة أيام فى الجنة»، وغيرها.
قصة لبلبة مع نجاة
وروت الفنانة لبلبة عن نجاة الصغيرة، إنها غضبت من تقليدها لها، رغم إن جميع الفنانين سعدوا بتقليدها لهم، موضحة في تصريحات تلفزيونية:” محدش زعل منى إنى قلدته وكانوا بيحبوني أوي.. لكن نجاة الصغيرة الوحيدة اللي زعلت، وكان المفروض أطلع فى حفلة وكانت فقرتي الأول.. وهى كانت عاوزة تطلع وفهموها لما الفقرة تخلص، وبعد ما خلصت وطلعت نجاة وهي بتغني لقيت الجمهور بيضحك، فسألت هو إيه حصل فقالولها إن لبلبة كانت لسه بتقلد نفس حركاتك”.
وكشف الملحن سامي الحفناوي منذ حوالي عام، إنه يستعد للتعاون مع الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة في عدد من الأغاني تعود من خلالها إلى الساحة الفنية .
وتابع الملحن الكبير سامي الحفناوي : انتهيت من الإعداد وتسجيل 5 أغان دفعة واحدة مع الفنانة القديرة نجاة الصغيرة ، ولكن حتى الآن لن نستطيع أن نكشف عن موعد طرحها أو الشعراء الذين تعاونا معهم في الأغاني .
وتمتعت “نجاة” بموهبة طاغية جعلتها تقتحم الساحة الفنية، وهي مازالت طفلة صغيرة، حيث بدأت بالغناء بمجموعة من أغاني كوكب الشرق حتي نجحت وتألقت وهي في السادسة من عمرها.
نجاة الصغيرة وسعاد حسني
وفي مقابلة تلفزيونية مسجلة مع نجاة في منتصف الستينيات للتلفزيون المصري مع المذيعة سلوى حجازي، ذكرت نجاة أن لها ثمانية أشقاء وشقيقات. وأشارت بعض وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة إلى ضعف هذا العدد. وذُكر أن لنجاة سبعة عشر من الإخوة والأخوات. حيث عدّوا إخوة سعاد حسني من أمها إخوة لنجاة فقالوا أن لنجاة 17 عشرا أخا وأختا، بينما ذلك غير صحيح، ذلك أنهم ليسوا أولادا لمحمد حسني ولم تنجبهم والدة نجاة. والحقيقة أن لنجاة عشرة أخوة وأخوات، هي واحدة بين ثمانية أشقاء وشقيقات من أمها السورية وأبيها محمد حسني، هم على النحو الآتي، أربعة أولاد: عز الدين، نبيل، فاروق، وسامي، وأربع بنات: خديجة، سميرة، نجاة نفسها، عفاف، إضافة إلى ثلاث أخوات من والدها وزوجته الثانية المصرية “جوهرة محمد حسن”، وأخواتها هن: كوثر، سعاد، صباح. وجوهرة محمد حسن بعد أن انفصلت عن محمد حسني (والد نجاة وسعاد) تزوجت بآخر وأنجبت منه ستة أولاد آخرين (ثلاثة أولاد وثلاث بنات).
نجاة الصغيرة وسعاد حسني لم يجمعهما عمل فني واحد رغم أنهما من عائلة فنية واحدة، فهما شقيقتان من الأب فقط، وهما الوحيدتان من بين كل أشقائهما اللاتي خاضتا مجال الغناء والتمثيل وحققتا نجاحا ساحقا، لكن مع ذلك لم تظهر الشقيقتان معاً ولو لمرة واحدة في عمل فني أو أغنية أو حتى لقاء تليفزيوني ، حتى أشيع أن هناك خلافات وصراع واضح بين نجاة الصغيرة وسعاد حسني، بسبب دخول الاثنتان الوسط الفني .
وفى عام 1968 كان من المقرر أن تقف الشقيقتان أمام بعضهما فى عمل سينمائى واحد، وأعلنت عنه «نجاة» فى حوار لها مع مجلة «الموعد» أن فكرته تدور حول تجسيد نجاة الصغيرة دور مطربة تعمل وتجتهد من أجل إسعاد شقيقتها الأخرى وهى «سعاد»، وأعلنت أنها ستسافر إلى بيروت من أجل شراء ملابس العمل ولكن الفيلم لم يظهر للنور، وربما كان ذلك سبباً للتأكيد على سوء العلاقة بين الشقيقتين.
من ضمن الخلافات التي أثيرت حول علاقة نجاة الصغيرة وسعاد حسني، هي محاولات نجاة إبعاد الشعراء والملحنين عن العمل مع السندريلا، بعد أن خاضت سعاد الوسط الفني بكل قوة وأثبتت كفاءتها سواء في التمثيل أو الغناء، لكن نجاة حاولت إبعادها عن الغناء وهو ماتسبب في توتر العلاقة بين الشقيقتين .
الغريب في الأمر أن سعاد حسني كانت في لقائتها القديمة تتحدث عن شقيقتها نجاة بشكل جيد، لكن على العكس كانت نجاة دائماً تلتزم الصمت تجاه السندريلا وهو ما جعل الجمهور يشعر بالغيرة بينهما، حتى بعد وفاة سعاد حسني، أقامت نجاة حفل غنائي رغم توقها عن أي نشاطات تلك الفترة لكنها أحييت الحفل بعد وفاة شقيقتها بفترة قصيرة.
نجاة وعبد الوهاب
في السنوات العشر الأولى من مسيرتها الغنائية قلدت نجاة المطربين الآخرين، خاصة أم كلثوم. وفي عام 1946 كتب الصحفي المصري الشهير فكري أباظة (1896-1979) في مجلة المصور تقريرا بعنوان (مطربة يجب أن تستولي عليها الحكومة) طالب فيه الدولة بدعم موهبة نجاة الصغيرة. وكما تقول عائلتها عن تلك الفترة أنها كانت بمثابة «تدريب» لصوتها. رغم ذلك، في عام 1949، قدم الملحن محمد عبد الوهاب (1902-1991) بالفعل شكوى رسمية في مركز شرطة ضد والد نجاة، ادعى فيها أن هذا التدريب هو عرقلة للعملية الطبيعية لتنمية صوتها، وأنها ينبغي أن تترك وحدها لتتطور بشكل طبيعي دون تلك التدريبات.
حياة الفنانة نجاة الشخصية
تزوجت نجاة مرتين. كان زواجها الأول في سن مبكرة، تحديدًا في عام 1955، عندما كانت بعمر 16 (أو 17) سنة، من كمال منسي الذي كان صديقًا لشقيقها، ثم انفصلت عنه حوالي عام 1960. ومن ثم تزوجت مرة أخرى في عام 1967 من زوجها الثاني، المخرج حسام الدين مصطفى (1926-2000)، إلا أنّها انفصلت عنه بعد مدة قصيرة، ولم تتزوّج منذ ذلك الحين، حيث تشير التقارير الإعلامية إنها اتّخذت قرارًا بتكريس حياتها لتربية طفلها الوحيد «وليد» من زواجها الأول، وإلى التفرغ لعملها.
ويمكن معرفة المزيد عن حياة نجاة الصغيرة من خلال الموسوعة العالمية ويكبيديا عبر هذا الرابط