ودع وائل الدحدوح أقدم مراسل لقناة الجزيرة، أسرته بالكامل، بعد استهدافهم بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واستشهدت زوجة وابن وابنة مراسل الجزيرة، ووثق أحد الصحفيين لحظة وداعه لأسرته قائلا: “بدكم تنتقموا منا في الأولاد”.
من هو وائل الدحدوح
صحفي فلسطيني ولد عام 1970 في غزة، اعتقله الاحتلال الإسرائليي سبع سنوات ومنعه من تحقيق طموحه في دراسة الطب. عمل مراسلا للجزيرة ومديرا لمكتبها في غزة، واستهدفت إسرائيل أقاربه واغتالت زوجته وابنه وابنته في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولد وائل حمدان إبراهيم الدحدوح في 30 أبريل/نيسان 1970 في حي الزيتون بمدينة غزة، ونشأ فيه.
ينحدر من أسرة ميسورة تعمل في الزارعة، وقد نشأ في هذا الجو وعمل هو الآخر في الزراعة منذ طفولته إلى أن حصل على الثانوية العامة، ولديه إلى الآن أرض زراعية يعتني بها.
متزوج ولديه 8 أبناء. ويقول في أحد حواراته الصحفية إن “دور الأب مفقود في مهنتنا، فعندما يحتاجك أولادك يفقدونك، وهذا شيء مؤلم جدا”.
تلقى وائل الدحدوح دراسته في المدارس الابتدائية والثانوية في غزة، وحصل على الثانوية العامة سنة 1988.
كانت أمنيته أن يسافر خارج فلسطين ويدرس الطب، لكن الاحتلال حال دون تحقيق هذا الحلم، إذ اعتقله عام 1988 بسبب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
أمضى الدحدوح سبع سنوات في السجون الإسرائيلية، وبعد خروجه منها استكمل دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية في غزة، وتخرج فيها عام 1998 بدرجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام.
بعد سنوات من ذلك حاول السفر خارج فلسطين لاستكمال دراسته، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي منعه، لكن هذا المنع لم يفت في عضده، فدخل جامعة القدس في بلدة أبو ديس بالضفة الغربية وحصل فيها على درجة الماجستير في العلوم السياسية عام 2007.
بدأ وائل الدحدوح مشواره المهني مراسلا في قطاع غزة لعدة وسائل إعلام فلسطينية، منها جرائد ومجلات وإذاعات وقنوات محلية.
وفي عام 2004 التحق بمكتب الجزيرة في فلسطين مراسلا، ومنذ ذلك التاريخ عرفه المشاهد ناقلا لعدة أحداث في فلسطين.
أصبح وائل الدحدوح مديرا لمكتب الجزيرة في غزة، وغطى رفقة فريق الجزيرة كل الحروب التي شهدها قطاع غزة، وأشهرها حرب 2008/2009 وحرب 2012 وحرب 2014 وحرب 2021 وحرب 2023.
غطى عدة حروب في غزة وعدة مجازر، أشهرها مجزرة حي الشجاعية في يوليو 2014، وكان طاقم الجزيرة الطاقم الصحفي الوحيد الذي وصل للمنطقة ومعه سيارة بث خلال فترة هدنة لم تزد عن ساعة ونصف الساعة، وبث من هناك مباشرة صورا ولقطات مؤلمة.