بدأ دبلوماسيون في واشنطن والأمم المتحدة والشرق الأوسط ومناطق أخرى تقييم خيارات “ماذا بعد”، إذا تمكنت إسرائيل من الإطاحة بحركة حماس التي تدير القطاع، والتحديات التي يواجهونها في هذا الصدد.
وبحسب وكالة “رويترز ” الاخبارية، فإن تلك المناقشات تشمل خيارات مثل نشر قوات متعددة الجنسيات بعد انتهاء التصعيد الأحدث في الصراع في غزة، وتشكيل إدارة مؤقتة بقيادة فلسطينيين، لكنها تستبعد السياسيين المنتمين لحماس، ومنح دور مؤقت لملء الفراغ في الأمن والإدارة لدول جوار عربية، وإشراف مؤقت من الأمم المتحدة على القطاع.
وكشف مسئولون أمريكيون أن كل تلك النقاشات ما زالت في طور طرح الأفكار.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: “نعلم أن هناك الكثير من الأسئلة حول غزة ما بعد الصراع وكيف سيبدو الأمر، ونحن بالتأكيد نطرح على أنفسنا بعضا من هذه الأسئلة نفسها ونتحدث مع شركائنا، بما في ذلك إسرائيل”.
وأضاف: “نعلم أن أيا ما سيبدو عليه الأمر لا يمكن أن يبدو كما كان عليه الحال في السادس من أكتوبر. لا يمكن لحماس أن تظل مسيطرة، لكننا لم نتوصل إلى أي إجابات نهائية، ولن نكون قادرين على ذلك دون التشاور الوثيق مع شركائنا الإقليميين”.
وحتى إن تمكنت إسرائيل من الإطاحة بقيادات حماس، سيكون من شبه المستحيل القضاء على الشعور المؤيد للمسلحين بين سكان القطاع، بما يزيد من مخاطر تعرض أية جهة تتولى إدارته لهجمات جديدة، وهو ما قد يتضمن تفجيرات انتحارية.
وتتزايد تلك النقاشات في وقت توسع فيه إسرائيل هجومها الجوي والبري والبحري الشرس على القطاع.
حجم المساعدات الدولية المطلوب لإعادة إعمار قطاع غزة سيكون مهولا، وهي أموال سيكون من شبه المستحيل الحصول عليها من حكومات غربية إذا ظلت حماس الجهة التي تديره.
وقال بلينكن، لدى مغادرته للقيام بزيارة لإسرائيل والأردن، إن اجتماعاته في المنطقة لن تتعامل فقط مع “خطوات ملموسة” لتقليل الضرر الواقع على المدنيين في قطاع غزة، لكنها أيضا ستتطرق لأمور بشأن التخطيط لما بعد الحرب.
وطرح بعض المحللين السياسيين أيضا فكرة نشر قوة تدعمها الأمم المتحدة في قطاع غزة، إما على شكل قوة حفظ سلام رسمية تابعة للأمم المتحدة، مثل الموجودة على الحدود بين إسرائيل ولبنان، أو قوة متعددة الجنسيات بموافقة الأمم المتحدة.
لكن دبلوماسيين يقولون إن مثل تلك الخطوة ليست محل نقاشات في الأمم المتحدة، وهو تحرك سيتطلب موافقة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وعددها 15.
ومما يعقد الأمور أكثر، ستعارض إسرائيل على الأرجح أي دور أمني للأمم المتحدة، خاصة بعد أن انتقد مسؤولون إسرائيليون الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش بسبب قوله إن هجوم حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل “لم يأتِ من فراغ”.
وتتوقع إسرائيل أن يطول أمد الحرب، لكنها تقول إنها ليست مهتمة بإعادة احتلال قطاع غزة.