مع مضي كل يوم من الحرب التي يشهدها قطاع غزة تظهر أقلام تكشف ما وراء الستار خاصة الطموحات السياسية لكل فصيل في الحرب.
وكشف بعض الكتاب أن قيادة حماس السياسية فشلت في تقدير مخطط إسرائيل بالدخول البري، أو أنها وقعت في “مصيدة” خاصة بمقر وجودها بالدوحة، رهان التسكين بعلاج أمريكي، وسارعت لتقديم “أوراق اعتماد مؤدبة”، تتساوق ورغبة البعض الإقليمي لها، بأنها تريد مكانة مستقبلية ثمنا لحرب غزة التدميرية.
ويرى الكاتب حسن عصفور أن خطاب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية يوم الأول من نوفمبر 2023، كشف جوهريا أن قيادة حماس تبحث عن “حل سياسي” عبرها وليس عبر السلطة الرسمية الفلسطيني)، فقدمت عرضها الأول منذ تأسيسها بقبولها مسار التفاوض السياسي.
وتابع أنه لا يوجد مبدئيا ما يمنع المفاوضات في ظل ظروف سياسية معينة، ولكن خطيئة قيادة حماس فيما عرضه هنية، يكمن في أنها تعلن مبكرا أنها “الممثل البديل” للرسمية الفلسطينية من جهة، وأنها جاهزة لأن تكون “قيادة خاصة” لمرحلة ما بعد حرب قطاع غزة، تتوافق والمستقبل المفترض أن يكون، على ضوء النتائج التي ستكون لاحقا، وتحت وقع الحرب البرية، وكأنها أُصيبت بهلع شامل.
هنية، تقدم بأوراق اعتماد نحو أمريكا، بعدما تجاهل كليا أي مساس بها أو نقد لدورها المؤيد لإسرائيل، وتركز خطابه على شخص نتنياهو وليس مجلس الحرب بكامله أو التحالف الحكومي، وكأنها “حرب قبلية بين عشيرتي نتنياهو والغزازوة”، وليس حربا بين تحالف كبير يقوده وبين فلسطين الكل من قطاع غزة.
تجاهل هنية لدور أمريكا القائد لهذه الحرب ومناشدتها فك ارتباطها مع نتنياهو، والتغافل عن دور مجلس الحرب خاصة وزير الجيش غالانت وغانتس، وكأنها رسالة من تحت الأنفاق الى أنه يمكن أن يكون معهما باب التفاوض، وخاصة أنهما “الرغبة الأمريكية المنشودة” ما بعد اسقاط نتنياهو.
الخطاب بذاته، وما سبقه من تصريحات لقيادات من حماس كشفت أن هناك فجوة حقيقية بينها وبين مسار المعركة الوطنية في قطاع غزة، وأنها جاهزة لقبول أي دور سياسي يحفظ مكانتها بل وامتيازها السياسي، بعيدا عن الثمن المطلوب.
وكي لا تقع فريسة “خديعة كبرى” للتوافق “الثوري” مع المخطط الأمريكي، وجب على قيادة حماس اعلان براءة من عرض هنية بالتفاوض أو البديل، وأن تكف عن الكلام,
ويرى أن خطايا خطاب هنية لا يجب أن تمر مرورا هادئا، كي لا يكون البعض عامل هدم سياسي.