أفاد موقع “أكسيوس” نقلا عن مصدر إسرائيلي بأن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن طلب من إسرائيل تجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى حرب شاملة مع “حزب الله” اللبناني.
منذ بداية الحرب في غزة، كانت هناك مناوشات يومية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
أطلق حزب الله صواريخ مضادة للدبابات على مواقع استيطانية إسرائيلية على طول الحدود، وشنت إسرائيل غارات جوية على مواقع حزب الله، وأطلق حزب الله صواريخ من لبنان على بلدات في شمال إسرائيل.
هل تكون بيروت مثل غزة
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال إن الحزب يجر لبنان إلى الحرب محذرا من أن المدنيين اللبنانيين هم من “سيدفع الثمن”. وقال غالانت: “ما نفعله في غزة يمكن أن نفعله في بيروت”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الجيش الأمريكي نفذ ضربات ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني وجماعات يدعمها، رداً على الهجمات ضد القوات الأمريكية.
وذكر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان “هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل ميليشيات مدعومة من إيران والتي بدأت في 17 تشرين الأول/أكتوبر”.
وأمر الرئيس جو بايدن بتنفيذ تلك الضربات. وقال أوستن في البيان “هذه الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية غير مقبولة ويجب أن تتوقف”. وأضاف: “إذا استمرت هجمات وكلاء إيران ضد القوات الأمريكية فلن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا”.
وقد قُتل عشرة جنود ومدنيين إسرائيليين، كما قُتل أكثر من 60 من عناصر حزب الله والعديد من المدنيين اللبنانيين.
قامت إسرائيل بإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين من القرى والبلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود كإجراء احترازي تحسبا لهجوم محتمل لحزب الله مثل الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر.
قال مصدر أمريكي إن البيت الأبيض طلب من أوستن التعبير عن قلقه لغالانت بشأن تصاعد العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان.
وفي القراءة العلنية للمكالمة، أوضح البنتاغون أن أوستن “شدد على ضرورة احتواء الصراع في غزة وتجنب التصعيد الإقليمي” دون ذكر لبنان على وجه التحديد.
لكن مصدرين أمريكيين وإسرائيليين مطلعين على المكالمة قالا إنها كانت محادثة مباشرة وصريحة للغاية، وذكر أوستن على وجه التحديد المخاوف بشأن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان.
وأشار مصدر إسرائيلي إلى أن أوستن طلب من غالانت توضيحات بشأن الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان وطلب من إسرائيل تجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
وأضاف المصدر الإسرائيلي أن غالانت أبلغ أوستن أن السياسة الإسرائيلية تقضي بعدم فتح جبهة ثانية في لبنان وأكد أنه لا يعتقد أن مثل هذا السيناريو سيحدث.
كما أخبر غالانت أوستن أن حزب الله يصعد هجماته، بما في ذلك هجوم بطائرة بدون طيار من سوريا على مدينة إيلات على بعد 350 ميلا، وأفاد غالانت لأوستن: “إن حزب الله يلعب بالنار”.
ومنذ الهجمات الإرهابية التي شنتها حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبرالماضي، قام الجيش الإسرائيلي بقصف قطاع غزة المكتظ بالسكان، فضلاً عن منع دخول المواد الغذائية والمياه والوقود والإمدادات الطبية إلى القطاع. أدى الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ عام 2007 على غزة إلى تقييد الواردات إليها ومنع معظم الناس من المغادرة.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إن أكثر من 1400 إسرائيلي قتلوا في هجمات حماس وفي غزة، وقُتل الآلاف منذ ذلك الحين بسبب القصف الإسرائيلي الانتقامي، وفقاً للسلطات الصحية التابعة لحماس. ولا يمكن التحقق من الأعداد الدقيقة بشكل مستقل، لكن عدد القتلى في غزة مستمر في الارتفاع مع استمرار القصف والحصار الإسرائيلي.