طوال أيام الحرب كان العالم يتابع تصريحات أبو عبيدة الناطق باسم القسام والتي يتوعد فيها الاحتلال الإسرائيلي بالهزيمة وانتشرت فيديوهاته على شبكات التواصل منددة بإسرائيل وما سيلاقونه في غزة.
وفؤجئ الجميع بأن قوات إسرائيل وصلت إلى عمق غزة فهل كانت تصريحات أبو عبيدة على شبكات التواصل كاذبة وأن حماس ضعيفة وأنه هزم في هذه الحرب؟
كل هذه الأسئلة محل نقاش كبير بعد مضي كل هذه الأيام الطويلة على الحرب خاصة مع عدم تكافؤ الحرب مع إسرائيل التي تدعمها امريكا بكل السلاح الذي تريده.
ويوم السبت الماضي قال أبو عبيدة الناطق باسم القسام إن الدبابات الإسرائيلية تواجه مقاومة عنيفة واشتباكات ضارية تجبرها على التراجع وتغيير مسار التوغل.
وتابع إن “مقاومونا يخرجون من تحت الأرض وفوقها ومن تحت الركام ويدمرون مدرعاته ودباباته”.
وتابع “المواجهة غير متكافئة لكنها تخيف وترعب أعتى قوة في المنطقة.. المجازر التي يرتكبها العدو أمام العالم هي الإنجاز الوحيد للعدو في هذه الحرب.. الانتقام السهل والسريع يأتي لاسترضاء جبهة العدو الداخلية”.
وقال “نخوض لليوم السادس والثلاثين معركة طوفان الأقصى التي بدأت بتمريغ أنف الكيان الصهيوني وجيشه الهمجي في السابع من أكتوبر الذي شهد ملحمة تاريخية خالدة.. صورة النصر لن تمحوها جرائم المحتل الصهيوني النازي البشع الذي يحاول منذ خمسة أسابيع غسل عار هزيمته المدوية بسفك دماء آلاف الأطفال والنساء والأبرياء وقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والبيوت المدنية”.
وشدد على إن “ما يحدث في غزة اليوم على الأرض في العدوان البري العسكري الصهيوني هو أن الآلة العسكرية الصهيونية الأمريكية الغاشمة المزودة بمئات آلاف الأطنان من المتفجرات تقوم بالدك والتدمير التدريجي لـ 500 متر أمامها بكل أشكال القصف الهمجي بالطيران الحربي الذي لا يفرق بين مدني وعسكري علّه يغطي على حالة الرعب التي يعيشها الجنود الصهاينة المتحصنين في دباباتهم”
وأوضح “بعد تدمير كل شيء تتقدم الدبابات فوق الدمار لكنها تواجه بالرغم من ذلك لمقاومة عنيفة واشتباكات ضاريه تجبره على التراجع وتغيير مسارات التوغل ويخرج مجاهدون للعدو من تحت الأرض ومن فوقها ومن تحت الركام في كل شبر يتقدم فيه ويدمرون دباباته ومدرعاته وجرأته”.
وقال “مجاهدونا يدكون أماكن تحصن جنوده على طول مسار التوغل وأماكن التحشيد في مواجهة غير متكافئة لكنها تخيف وترعب أعتي قوة في المنطقة وتكبدها أثمانا باهظة”.
وختم بالقول “التضحية العظيمة التي يقدمها مقاومونا هي مقدمة للنصر.. لن يهنأ الاحتلال الذي يعرف غزه جيدا، لن يهنأ بيوم أو ساعة من الهدوء بإذن الله بل سيدفع أثمانا باهظة وغير متوقعه بعون الله وقوته”.
وأكد أبو عبيدة أن معركة “سيف القدس” شكلت الصاعق الذي فجر طاقات كامنة وأزاح الرماد عن جمر متوقد في الضفة المحتلة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 48، وكانت المعركة “نموذجاً ملهماً”.
وقال إن الحركة وبعد 35 عاماً من انطلاقتها تحافظ بقوة على خطّها الاستراتيجي الذي انطلقت من أجله وهو المقاومة بكل أشكالها، ومراكمة القوة وتفعيل كل أدوات المقاومة الممكنة كحركة تحرر في مواجهة احتلال بغيض.
وتعقيباً، على تصريحات وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، أن حركة حماس سجلت إنجازاً لها في معركة “سيف القدس”، وتركت جرحاً مفتوحاً في الذاكرة الإسرائيلية، قال أبو عبيدة: “هذا جزء مما تعترف به قيادة العدو العسكرية، وهو ما يؤكد صوابية قرار قيادة المقاومة والقسام في خوض هذه المعركة وإدارتها”.
وأوضح أن تصريحات “بيني غانتس”، تؤكد عمق الجرح والأثر الذي تركته هذه المعركة المباركة في ذاكرة ووعي الاحتلال.
وعن المعركة الأمنية وصراع الأدمغة التي تقودها كتائب القسام ضد الاحتلال وتطوير وحداتها العسكرية، قال أبو عبيدة: هذه معركة مستمرة ومتواصلة ولا تتوقف، تتنوع أدواتها ونحقق فيها إنجازات بفضل الله على مدار الوقت، وهي معركة مفتوحة بطبيعة الحال.
وبين أبو عبيدة أن كتائب القسام تعمل وفق تنظيم قتالي هرمي، يبدأ بقيادة الألوية والأركان، حيث تتشكل القوات الميدانية من ألوية وكتائب وسرايا وفصائل ومجموعات وصولاً إلى المجاهد في التشكيل القتالي.
وعدّد أبو عبيدة الأركان التي تضمها كتائب القسام، وهي: ركن العمليات، وركن الأسلحة، وركن التصنيع العسكري، وركن الاستخبارات، وركن القوى البشرية، وركن الجبهة الداخلية، مشيراً إلى أنه في كل ركن وتشكيل ميداني تتفرع الأسلحة والتخصصات المنضوية تحت هذا الهيكل التنظيمي، كسلاح المدفعية وسلاح مضاد الدروع وسلاح البحرية وسلاح الجو وسلاح الهندسة وسلاح القنص وسلاح الإشارة والإعلام العسكري، وقوات النخبة ووحدات الأنفاق والطبية العسكرية والتعبئة وغيرها.
وقال أبو عبيدة إن “كتائب القسام وفي الذكرى الـ 35 لانطلاقة حركة حماس، باتت تشكل نواة جيش التحرير التي لا يمكن أن تخطئها عين، وباتت رقماً صعباً في معادلة الصراع”.
وأوضح أن القسام اليوم، تقف على أرض صلبة كقوة لشعبنا وصمام أمان وسيف مشرع في وجه الاحتلال، ورأس حربة في مسيرة شعبنا وامتنا نحو التحرير والعودة.
وعن المعادلات العسكرية التي رسختها كتائب القسام مع الاحتلال خلال السنوات الماضية، قال أبو عبيدة إن أبرز تلك المعادلات، جعل غزة أرض حرام على المحتل، وتمكين غزة كقاعدة عمل عسكري وتسلّح وإعداد للمقاومة بكافة أطيافها، وصولاً إلى ترسيخ معادلات ربط الفعل المقاوم بالقضايا الوطنية الكبرى كقضية القدس والأسرى.
وشدد على أن هذه المعادلات تشكلت بفضل الله، ثم بصمود شعبنا وتضحياته، وبالإدارة المقتدرة من قيادة القسام والمقاومة للمعركة مع الاحتلال.
فهل عدم تكافؤ المعركة هو سبب خسارة حماس .. سؤال ستجيب عنه قادم الأيام.