يُشكّل حزب الله وحركة حماس جبهةً مشتركةً في المنطقة العربية، وتتجلى هذه العلاقة الوثيقة في تاريخٍ طويلٍ من التضامن والتعاون بينهما. توجّهت أنظار العالم مرارًا إلى الدور الذي تلعبه إيران في دعم هذين الحزبين، وتعزيز قدرتهما.
تُعتبر إيران ركيزةً مهمةً في تمكين حزب الله من خلال الدعم الذي يشمل توفير التجهيزات العسكرية والتدريب والاستشارة، مما يعزز بشكل كبير قدرة الحزب على تنفيذ عملياته.
بالمثل، تعتبر حركة حماس، الحركة الفلسطينية المقاومة، مستقلة ولكنها تتلقى دعمًا مستمرًا من إيران. منذ وصول الحركة إلى السلطة في قطاع غزة عام 2007، قدّمت إيران دعمًاً سياسيًا وماليًا وعسكريًا لحماس في مواجهة الحصار الإسرائيلي ومواجهة الهجمات العسكرية المتكررة.

إيران استخدمت علاقتها الثنائية مع حزب الله وحماس لنشر نفوذها في المنطقة ومواجهة تحدياتها الإستراتيجية، بخاصة في الصراع الدائر في سوريا. وقدمت الدعم اللوجستي والمالي اللازم للحفاظ على جاهزية وقدرة هاتين الحركتين على الصمود والتأثير في المنطقة.
على الرغم من الدعم الإيراني الكبير، فإن علاقة حزب الله وحماس تعتبر ثنائية وغير ضمنية. تتشابك صراعات ومصالح مختلفة على المستويات الإقليمية والدولية، مما يؤدي إلى تذبذب العلاقة بينهما في بعض الأحيان. ومع ذلك، يظل من المرجح أن تستمر علاقة انتقالية وتاريخية بين حزب الله وحماس وإيران، بناءً على الأهداف المشتركة والتحديات التي يواجهانها في المنطقة.

لبنانيون يرفضون الحرب
ورفض عدد من اللبنانيين دخول عناصر من حزب الله أو غيرهم إلى قراهم وجعلها مسرحا للاقتتال وتبادل الرسائل”.
معتبرين أن لديهم جيش وطني وهم بحاجة إليه، ودائما إلى جانبه.
ومن جانبها نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية مقالا يحمل العنوان ” لماذا لم تطلب إيران من حزب الله مساعدة حماس ؟” كتبه يوفال برنيع.

يقول كاتب المقال إن نقاشات كثيرة دارت حول هذا الموضوع وتراوحت النتائج التي خلصت إليها؛ ما بين احتمال تدخل مباشر من قبل الحزب ومساعدات غير مباشرة يقدمها لحركة حماس في العمليات القتالية.

ويستند الكاتب إلى قناة The Casbian Report على يوتيوب والمعروفة بتحلليلاتها السياسية، التي تخلص إلى أن من المستبعد أن ينضم حزب الله إلى الحرب، لكنها تعرض احتمالا لتطورات الأمور في الحرب قد يدفع حزب الله إلى الانخراط.

ويرى التحليل أن ذلك، إن حصل، سيحصل في توقيت ملائم لحزب الله لا لحماس.

“كيف سينظر أطفال غزة الناجون من هذا الهجوم العنيف إلى من سمحوا بارتكابه؟” – الغارديان

ويذكر موقع يوتيوب المشار إليه أن حزب الله هو حزب سياسي لبناني وهو داخل في الحكومة منذ 2005. ولبنان يواجه الآن أزمة اقتصادية صعبة، وأي حرب مع إسرائيل ستفاقم تلك الأزمة.

ويستنتج البرنامج بأن حزب الله، على الأغلب، سيفضل أن يبقى قويا ويحظى بشعبية قوية في لبنان، عوضا عن التسبب بتوتر إضافي داخل لبنان.

والسبب الثاني الذي تستبعد بسببه القناة انخراط حزب الله في الحرب هو أن إيران تفضل أن يحتفظ الحزب بقوته الرادعة وألا يستنزفها في مواجهة مع إسرائيل في الوقت الحاضر.

ويخلص البرنامج التلفزيوني، حسب جيروزاليم بوست، إلى الاستنتاج بأن حزب الله لن يتدخل على الأغلب، وأن إيران ستفضل، إذا اضطرت “أن تضحي بجندي من أجل حماية القلعة”، في استعارة لغوية من لعبة الشطرنج.
كان تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، كشف أن عدد الشهداء المدنيين في قطاع غزة من النساء والأطفال هو أكبر مما قتلته الولايات المتحدة في سوريا والعراق وأفغانستان منذ عام 2003.