منذ إطلاق عملية «طوفان الأقصى» ضد إسرائيل، شاركت «كتائب عز الدين القسام»؛ الجناح العسكري لحركة «حماس»، في عمليات تسلل وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان، وهو ما أغضب قيادات الحزب لأن هذه الإطلاقات تمت بدون إذن أو ترتيب.
وتبنت «كتائب القسام» في 6 نوفمبر الماضي إطلاق 16 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل وجنوب مدينة حيفا.
وتنضوي حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتان إلى جانب «حزب الله» مع «فيلق القدس» الإيراني في غرفة عمليات مشتركة تنسّق عبرها تحركاتها.
وتردّ إسرائيل بقصف مناطق لبنانية حدودية مستهدفة ما تصفها ببنية تحتية تابعة لـ«حزب الله»، مما أدى إلى مقتل أكثر من 110 أشخاص، غالبيتهم من مقاتلي «حزب الله». وبين القتلى 9 مقاتلين نعتهم «حماس».
رفض تشكيل طلائع طوفان الأقصى
رفض وزير الخارجية اللبناني الأسبق رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، إعلان حركة “حماس” تأسيس تشكيل “طلائع طوفان الأقصى”، وعلق الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على هذا الرفض مشيدا بـ”الموقف الرجولي” ومؤكدا أن حماس وحزب الله “وجهان لعملة واحدة”.
وكتب باسيل عبر صفحته على “إكس”، تويتر سابقا: “نرفض بالمطلق إعلان حركة حماس في لبنان تأسيس طلائع طوفان الأقصى ودعوتها الشّباب الفلسطيني إلى الالتحاق بها؛ كما نعتبر أن أي عمل مسلح انطلاقاً من الأراضي اللبنانية هو اعتداء على السيادة الوطنية”.
وأردف رئيس التيار الوطني الحر قائلا: “نذكّر بما اتفق عليه اللبنانيون منذ الـ90 في الطائف بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها وبما أجمعوا عليه من الغاء اتفاقية القاهرة التي شرّعت منذ 1969 العمل المسلح للفلسطينيين انطلاقاً من لبنان. لبنان صاحب حق يقوى “بمقاومته الوطنية” لإسرائيل دفاعاً عن نفسه، ويضعف بإقامة حماس لاند في الجنوب من جديد للهجوم على اسرائيل من أراضيه”.
وتابع باسيل: “يجب أن يكون التاريخ قد علّمنا كيف لا نتحوّل لورقة مساومة في زمن الحروب عندما نستطيع أن نفرض شروطنا على الطاولة في زمن المفاوضات”.
وعلّق أدرعي على تغريدة باسيل بالقول: “تأخرت كتير يا جبران.. استوقفتني تغريدة لجبران باسيل يعارض دعوة حماس داعش لفلسطينيين في لبنان إلى الانتساب إلى ما يسمى طلائع طوفان الأقصى”، على حد تعبيره.
وأردف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قائلا: “صراحة موقف “رجولي” قلّ مثيله في دولة لبنان الحالي في ظل دولة إيران لاند”، حسب قوله.
وأضاف أدرعي قائلا: “للتذكير حماس لاند ما هي الا امتداد وانبثاق الى ما سميته “مقاومة وطنية”.. معقول يا جبران، اتكذب الكذبة وتصدقها؟ أي مقاومة وأي وطنية؟”، وأردف: ” ولمعلوماتك نص اتفاق الطائف في مادته الثانية على بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وعلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها إلى الدولة اللبنانية، اتحداك أن تطالب بذلك أو… “في لاند بسمنة ولاند بزيت”؟ حزب الله وحماس وجهان لعملة واحدة والدليل ما يحصل في الجنوب الآن”، على حد قوله.
وشنّت حركة «حماس» في 7 أكتوبر هجوماً مباغتاً في غلاف غزة انطلاقاً من القطاع، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتعهّدت إسرائيل «القضاء» على «حماس»، وشنّت قصفاً مكثفاً على قطاع غزة، وبدأت عمليات برية يوم 27 أكتوبر.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل 15899 شخصاً؛ معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» الأحد.
وانتهت هدنة مؤقتة استمرت 7 أيام مطلع الشهر الحالي، وأتاحت تبادل العشرات من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة بأسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ودخول شاحنات مساعدات إنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.
ويتخذ عدد من قادة «حماس» من لبنان مقراً.
ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وترد عليه إسرائيل بهجوم مدمر على قطاع غزة، شارك الفصيل الفلسطيني في عمليات عدة انطلاقاً من جنوب لبنان، في إطار هجمات يومية يقودها «حزب الله» دعماً لقطاع غزة كما يعلن.
وأعلنت حركة «حماس» في لبنان، في بيان نشرته على حساباتها الرسمية، «تأسيس وإطلاق طلائع طوفان الأقصى»، داعية أبناء الشعب الفلسطيني إلى الالتحاق بصفوفها.
وتأتي الخطوة، وفق البيان، «تأكيداً على دور الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في مقاومة الاحتلال بكلّ الوسائل المُتاحة والمشروعة، وسعياً نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية».
وفي لبنان، حيث يقيم 250 ألف لاجئ فلسطيني؛ معظمهم موزعون على 12 مخيماً، يقتصر النشاط العسكري للفصائل الفلسطينية وبينها «حماس»، على المخيمات التي لا تدخلها القوى الأمنية اللبنانية بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) والسلطات اللبنانية.
ومن جانبه كان الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” أندريا تيننتي، قد وصف الوضع في منطقة عمليات “اليونيفيل” بأنه مستقر غير أنه متقلب، مشيراً إلى أن هدف “اليونيفيل” هو المساعدة في تجنب النزاع بين لبنان وإسرائيل.
وقال تيننتي في تصريح لـ “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية، إنه “على الرغم من بعض الأيام الصعبة والأحداث المثيرة للقلق، فإن الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل مستقر حالياً، مع أنه متقلّب”. وأضاف “هدفنا الرئيسي هو المساعدة في تجنب النزاع بين لبنان وإسرائيل، وأي حدث يجعل النزاع أقرب هو مصدر قلق”.
وتابع تيننتي “ينصب تركيزنا على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وقد استخدمنا آليات الارتباط والتنسيق التي نقوم بها بشكل كامل، وعلى جميع المستويات، للمساعدة في تجنب سوء الفهم بين لبنان وإسرائيل الذي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد النزاع.
هذا هو تركيزنا الرئيسي في الوقت الحالي، ونحن نعمل على مدار الساعة لتحقيق ذلك”.