لا تمر دقيقة في غزة دون سقوط ضحية أو مصاب بعد أن أشعلت حماس أتون الحرب التي لا يعلم أحد كيف ستنتهي ومتى ومع استمرارها لا يدفع ثمن كل هذا سوى أهل غزة ومع ذكرى تأسيس حركة حماس يتساءل الناس كيف يكون أيناء القيادة في الخارج معيدين في يوم تأسيسها في أوتيلات وحفلات وأولاد غزة في الدمار والخراب.
التفاوت بين الحدثين يسلط الضوء على التناقض الصارخ بين أسلوب الحياة المتميز الذي يتمتع به قادة حماس وواقع الحياة القاسي للعديد من الأشخاص الذين يزعمون أنهم يمثلونهم.
ومع تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية داخل القطاع بات المزيد من قادة حماس يقيمون في الخارج بعيدا عن الوضع المتدهور، فلا يخفى على أحد أن أغلب قادة الحركة يقيمون في مباني مرفهة في بيروت والصحوة وإسطنبول، الأمر الذي أصبح يثير غضب سكان قطاع غزة الذين يرون أن قادة الحركة باتوا يلجؤون إلى الحياة المترفة، بينما يتدهور الاقتصاد في القطاع ويجد أكثر من ٢ مليون شخص نفسهم في وضع قاسي، وضحية لتصاعد الصراعات، مع الحروب المتتالية مع إسرائيل، والتي لا تجلب سوى الخسائر والتدمير والمزيد من الانعزال.
وخلال السنوات القليلة الماضية توالت خرجات قادة حماس حيث أصبح قائد الحركة إسماعيل هنية يقيم في قطر مع أولاده وزوجته، بينما فتحي حماد، أحد كبار القادة السياسيين، فقد انتقل للعيش في اسطنبول منذ مدة، ويتنقل في الفنادق الفارهة في بيروت. علاوة على ذلك، فنائب رئيس الحركة، خليل الحية يقيم منذ مدة في تركيا، وفقا لبيانات صادرة من حماس نفسها، بينما لم يجر سوى زيارتين قصيرتين إلى غزة، كما انتقل المتحدث السابق لحكومة حماس طاهر نونو، والزعيم السيسي إبراهيم صالح، إلى الدوحة، مع العشرات من القيادات الأخرى.
لا يقيم أغلب أبناء قادة حماس داخل قطاع غزة لعدة اعتبارات لعل أبرزها الهواجس الأمنية فلا يخفى على أحد أنهم مستهدفون من طرف طائرات الاحتلال، حيث دعا صحافي إسرائيلي بارز في الأمن الإسرائيلي إلى أسر أبناء قادة «حماس» لاستخدامهم كورقة ضغط على الحركة، لإطلاق سراح جنود ومدنيين إسرائيليين تحتجزهم حماس.
ومن جانبها كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أن إسرائيل أصدرت أوامر باغتيال قادة حركة حماس في جميع أنحاء العالم.
وذكرت الصحيفة نقلا عن المسؤولين الإسرائيليين أن نتنياهو طلب من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وضع خطة تستهدف اغتيال كبار القادة في حركة حماس في أي مكان في العالم.