أطاحت حركة حماس في يونيو 2007 بحركة فتح في قطاع غزة وفرضت سيطرتها الكاملة على القطاع، وذلك بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في مطلع عام 2006، ونشوء أزمة سياسية ارتبطت بعراقيل للانتقال السلمي للسلطة داخلية وخارجية، وخضوع أجهزة السلطة الفلسطينية للحزب الذي كان تقليديا ومنذ توقيع إتفاقية أوسلو يمسك زمام الحكم الذاتي الفلسطيني؛ حركة فتح.
أحتدم القتال في منتصف شهر مايو من عام 2007 واستمرت عمليات القتل والخطف المتبادل بين الجانبين حتى 14 يونيو سنة 2007 حين سيطرت حماس على كل المواقع الأمنية في قطاع غزة الذي وقع بذلك تحت السيطرة الكاملة لحماس. كما فرَّ قادة الأجهزة الأمنية وأعضاء من فتح إلى الضفة الغربية ومصر وإسرائيل عن طريق مراكب أبحرت من مقر الرئاسة الفلسطينية «منتدى الرئيس», مثل محمد دحلان ورشيد أبو شباك والمشهراوي.
شكّلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية والتي توالي حركة فتح حجر الزاوية في الفلتان الأمني الذي شهده قطاع غزة قبل أحداث الرابع عشر من حزيران عام 2007.
وأصبح بعد انقلاب 2007 كل ما هو ليس «حماس» هو عدو لها سواء داخل النسيج الفلسطينى أو خارجه وباتت هناك تصرفات استفزازية من قبل «حماس» ضد الفلسطينيين أنفسهم.
ووصل القتل العشوائي في شوارع القطاع على اللحية وعلى الهوية، كما تسبب تردي الأوضاع الأمنية في إغلاق كل الشوارع والمحلات وتردي الحالة الاقتصادية.
أما الأموال المتدفقة على «حماس» فكانت تدخل جيوبهم 20% للحكومة، والباقى للصرف على السلاح وكتائب القسام، وهذا انعكس بشكل مباشر على زيادة معدلات الفقر لشعب غزة فلم تبنى مستشفيات أو مدارس أو غيرها من الخدمات لأهل غزة وانعكس على معاشات الغزاووين التي لم تتعد 100 دولار.
أما عن الدعم الذى كان يرسل من المساعدين إلى أهل غزة حتى من المواطنين العاديين من سكان الدول المختلفة وغيرها وقوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية كانت تأخذها حماس جهاراً نهاراً ولا توصلها لمستحقيها.
وقال محلل سياسى معارض، في تصريحات صحفية: «لو فكر أحد فى بناء نفق بعيداً عن أعين (حماس) يُذبح، ويطلق عليه النار بكل سهولة، فالقطاع محكوم بالحديد والنار. وأذكر أن أحد الأشخاص حفر نفقاً فى منزله بعيداً عن (حماس)، وعندما اكتشفت الحركة هذا الأمر بعد سنة كاملة، وبعد وساطات كبيرة حتى لا يُقتل أخذت منه (حماس) ضرائب بأثر رجعى (مليون دولار).
وتابع هناك أناس قبل تجارة الأنفاق كانوا يعملون (عربجية) أصبحوا بعد تجارة الأنفاق يركبون السيارات الفارهة ويفتحون حسابات فى البنوك بملايين الدولارات، فهناك إحصائيات تشير إلى أن غزة بها أكثر من 700 مليونير من تجارة الأنفاق وحدها، فتجارة الأنفاق تكسب أكثر من المخدرات».
وقال أحد أهالي غزة في تصريحات صحفية لقد تحولت غزة تحت حكم حماس إلى «قندهار» جديدة تحت حكم «طالبان حماس» منذ عام 2007، فازداد الظلم والقهر بشكل لا يطاق فى قطاع غزة من قبل حكومة حماس تجاه شعبنا فى غزة، وعاش أهالى غزة على مدار السنوات السبع الماضية فى ظلم واعتقال وقهر وتدهور اقتصادى وسياسى، والامتيازات تعطى لقيادة حماس وكل من يدين لها بالولاء فقط، وهذا إن دلّ، فيدلّ على احتكار السلطة وعدم المساواة الاجتماعية.