أصبحت مغامرات حزب الله تثير القلق داخل لبنان نفسه خوفا من تورط الشعب اللبناني الذي لا يريد الحرب وحتى لا يصبح جنوب لبنان نسخة أخرى من غزة المدمرة.
وبات واضحا أن حزب الله يفتقر إلى التأييد الشعبي الذي كان له خلال حرب 2006، وغياب الدور السوري بما يمثله من احتضان ومساحة آمنة سواء لجهة النظام أو الشعب السوري حينها، والأهم وجود ميل داخلي في لبنان نحو رفض التورط في حرب مع إسرائيل.
لقد حاول حزب الله منذ بداية الحرب في غزة، تجنيب لبنان سيناريو الحرب المفتوحة، ولم يتجاوز حدود وقواعد الاشتباك التي وضعها الطرفان فقام بالتركيز على استهداف التمركزات العسكرية الإسرائيلية في المناطق الحدودية والمناطق اللبنانية المحتلة، وتجنب استهداف أي تمركزات بها مدنيين.
إلا أن المناوشات زادت بين الطرفين وأصبح التصعيد غير محسوب لتنفيذ أجندات إيرانية في المنطقة,
خبراء كثيرون يرون أن الجانب اللبناني لا يستطيع تحمل تبعات الدخول في حرب من الناحية الاقتصادية في ظل استمرار عمليات نزوح المواطنين من مناطق الجنوب اللبناني، حيث زاد عدد النازحين عن ١٩ الف نازح، فضلا عن التكلفة الباهظة لدخول البلاد في حرب بعد الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت.
وتقول إسرائيل إنها لا تريد حربا على جبهتها الشمالية في الوقت الذي تسعى فيه إلى سحق حماس في قطاع غزة، بينما قالت مصادر مطلعة إن حزب الله يهدف من هجماته إلى إبقاء القوات الإسرائيلية منشغلة لكنه يتجنب خوض حرب شاملة.
من جانبه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله من توسيع هجماته. وقال في بيان “هذا لعب بالنار. سيتم الرد على (إطلاق) النار بنيران أشد كثيرا. ينبغي ألا يجربونا لأننا لم نظهر بعد سوى القليل من قوتنا”.
وعندما سُئل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن الخط الأحمر الذي تضعه إسرائيل، رد قائلا “إذا سمعتم أننا نفذنا هجوما على بيروت، فسوف تفهمون أن نصر الله تجاوز هذا الخط”.
في المقابل قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إنه مطمئن حتى الآن إلى “عقلانية” حزب الله. وأضاف “نحافظ على ضبط النفس، وعلى إسرائيل وقف استفزازاتها المستمرة في جنوب لبنان”.
وتعتبر إسرائيل منذ وقت طويل حزب الله أكبر تهديد لها على حدودها. وأدت حرب عام 2006 إلى مقتل 1200 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين، و157 إسرائيليا، معظمهم من الجنود.
ووصف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أعمال العنف بأنها “تبادل لإطلاق النار بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية في الشمال”، وتوقع استمرار تركيز إسرائيل على التهديد الذي يمثله حزب الله “في المستقبل المنظور”.
وقال للصحفيين في سول “قطعا لا أحد يريد أن يرى صراعا محتدما آخر يندلع في الشمال على حدود إسرائيل”، لكنه أضاف أن من الصعب التنبؤ بما قد يحدث.