يتساءل أهل غزة أين قيادات حماس وبالأخص السنوار الذين بات لا يهمهم الشعب الذي تفاقمت عليهم الأزمات وهل عليهم الشتا والبرد الذين يمرون به ولا يوجد حل ممكن سوى إن القيادة تطلع من غزة.
يمكن لصدمة الحرب أن تسرّع التغيير، لأنها تكتسح الأفكار القديمة، وتفرض خيارات صعبة من أجل مستقبل أفضل.
تشير العديد من التقارير إلى تأثيرات نفسية خطيرة للحرب الدائرة في غزة على سكانها والذين يعانون من أعراض نفسية متعددة من آثار الصدمة والفقدان خاصة هؤلاء الذين فقدوا أعزاء من عائلاتهم خلال عمليات القصف الإسرائيلية.
فالوضع الحالي في غزة من فقدان للمأوى والمأكل والحياة الكريمة يجعل من توافر الصحة النفسية نوعا من الرفاهية إذ أن الصحة النفسية تتطلب بالأساس حالة من الإستقرار وتوافر حياة هادئة.
وتشير تقارير إلى أن التداعيات النفسية للحرب في غزة امتدت من المواطنين العاديين إلى الطواقم الطبية والعاملين في المجال الصحي إذ أن هؤلاء يعانون بشدة من المشاهد المروعة التي يرونها خلال أدائهم لعملهم مثل مشاهد الدماء والأشلاء.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد نزح ما لا يقل عن 100 ألف شخص إلى رفح، على الحدود مع مصر في جنوب غزة، خلال الأيام الأخيرة.
وقالت توما إن الأمم المتحدة سُمح لها بإدخال “مساعدات محدودة”. وأضافت أن الاحتياجات الإنسانية في غزة “تزايدت بشكل كبير”.
وقالت إسرائيل إنها لا تضع قيودا على المساعدات، مشيرة إلى أن المشكلة تكمن في توزيعها.
وبدأت إسرائيل حملة عسكرية على غزة بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين كرهائن بحسب ما أعلنت السلطات الإسرائيلية.
بينما ارتفع عدد قتلى القصف الإسرائيلي المتواصل منذ حوالي ثلاثة أشهر إلى أكثر من 21 ألف شخص معظمهم من الأطفال والنساء بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ويخضع الوصول إلى المساعدات الإنسانية في القطاع الذي يبلغ طوله 41 كيلومتراً وعرضه 10 كيلومترات لرقابة مشددة منذ بداية الحرب.
وفي بداية الحرب، ركزت القوات الإسرائيلية معظم عملياتها على شمالي قطاع غزة، لكن في الآونة الأخيرة قصفت إسرائيل خان يونس في جنوبي القطاع، التي تعتبرها معقلا لحماس.
ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن موجة النزوح الأخيرة إلى رفح كانت بسبب القتال العنيف في خان يونس وأجزاء أخرى من القطاع.
وفي حديثه من رفح، قال مدير الأونروا في غزة، توم وايت، لبي بي سي إن هناك “أكثر من مليون شخص” يبحثون عن الأمان في المدينة.
وقال وايت إنه بالنسبة لـ “مئات الآلاف من الأشخاص” الذين يبحثون عن الأمان في رفح، “لم تعد هناك أماكن متبقية” في الملاجئ – والتي هي في الأصل مدارس الأونروا ومرافق البلدية الأخرى.
وكرر تعليقات توما، موضحاً أن “مئات ومئات الآلاف من الأشخاص ينامون الآن في العراء تحت قطع بلاستيكية واهية” نتيجة الاكتظاظ.
وقالت الأونروا في تقريرها الأخير إن ما يصل إلى 1.9 مليون شخص نزحوا في أنحاء قطاع غزة منذ بداية الحرب.