يعد السابع من شهر أكتوبر من العام الماضي 2023 نقطة فاصلة في تاريخ قطاع غزة بعد اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل والتي دمرت القطاع وبات الأهالي في العراء يبحثون عن لقمة عيش أو ستار يحميهم من البرد ويتساءل الأهالي عن جماعة فتح ومتى يسيطرون حتى يمكنهم العيش بأمان.
وقد لحق الدمار بكل أوجه الحياة والبنية الأساسية في القطاع، وفيما لا تزال الحرب جارية وعدّاد الخسائر يتزايد، فإن السؤال الذي يفرض نفسه الآن: ماذا سيبقى من غزة عندما تنتهي الحرب.
قطاع غزة بات “بكل بساطة غير صالح للسكن”، وذلك بعدما دمره القصف الإسرائيلي الكثيف ردا على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر.
يجول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط لهدفين: الأول تجنّب اتساع رقعة الحرب في غزة، والثاني مناقشة خطط ما بعد انتهاء الحرب.
وبالتزامن، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت عن خطة محتملة، أكد فيها أن العمليات العسكرية ستستمرّ إلى حين عودة الرهائن، وتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، والقضاء على التهديدات العسكرية في قطاع غزة.
وأوضح غالانت أنه بموجب خطته لن يكون هناك وجود مدني إسرائيلي في قطاع غزة، بل ستتولى كيانات فلسطينية، لم يحددها، إدارة القطاع مع احتفاظ الجيش الإسرائيلي بحرية التحرّك هناك، للحدّ من أيّ تهديد محتمل.
خطة الجيش الإسرائيلي
كما أعدّ الجيش الإسرائيلي خطة تتولى بموجبها عائلات كبيرة تعرف محلياً باسم “الحمائل”، إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، إضافة إلى توليها إدارة الحياة المدنية، خلال الفترة الانتقالية التي ستلي الحرب، لكن مسؤولي العشائر رفضوا هذا المقترح.
في الأسابيع الأخيرة، برزت سيناريوهات أخرى لليوم التالي لانتهاء الحرب. وكان من بينها توجه أميركي فلسطيني إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى حُكم القطاع، الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قطعياً.
أما رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد إشتية فيرى أن إسرائيل تريد أن تفصل سياسياً قطاع غزة عن الضفة الغربية، وبالتالي فهي لن تخرج من غزة قريباً، بل ستنشئ إدارتها المدنية الخاصة هناك، التي ستعمل تحت سلطة جيشها.
وارتفع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر إلى 22438 شهيدا و57614 جريحا،
ومع تحول جزء كبير من قطاع غزة إلى أنقاض، استمرت الغارات الجوية طوال الليل على مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع، وكذلك أجزاء من وسطه، حسبما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس اليوم الجمعة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته “قصفت أكثر من 100 هدف” في أنحاء غزة خلال 24 ساعة ماضية، بما في ذلك مواقع عسكرية ومواقع إطلاق صواريخ ومستودعات أسلحة.
وشدد غريفيث على أن الأمم المتحدة “تواصل المطالبة بوقف فوري للحرب، ليس فقط من أجل شعب غزة وجيرانها المهددين، ولكن من أجل الأجيال القادمة.