إن حكم حماس أصبح لا معنى له ولا يحكم بغزة أي أنه وصل لنهايته وهو ما جلبته حماس على شعب غزة وهي توقعات الولايات المتحدة.
ويرى كثير من المتابعين أن حماس أصبحت تتحمل وزر ما آلت إليه غزة بعد أن دمرت إسرائيل القطاع عن بكرة أبيه بعد هجوم السابع من أكتوبر، وأحدث ذلك حالة من السخط على الحركة والذي ينعكس بشكل طبيعي على حركة حماس وحاضنتها الشعبية.
وحول ما إذا كانت البلديات قد أفقدت حماس شعبيتها في قطاع غزة، فقد أوضح أبو ظريفة أن بلديات غزة إنجازاتها محدودة جداً، بحيث لم ترتقي إلى مستوى تقديم الخدمات المطلوبة للمواطنين، معرباً عن اعتقاده أن العديد من المؤسسات الدولية أوقفت مشاريعها بفعل إدارة هذه البلديات من قبل مجالس معينة في ظل غياب الانتخابات، ونتيجة الوضع السياسي القائم في قطاع غزة.
وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت النقاب عن مقترحات لحكم غزة في المستقبل بعد انتهاء الحرب الجارية مع حماس.
وأوضح غالانت أن بلاده تسعى للإبقاء على هامش ضيق من الحكم للفلسطينيين في غزة.
وأضاف غالانت أن حماس لن تستمر في السيطرة على قطاع غزة وأن إسرائيل ستستعيد السيطرة الأمنية على القطاع.
وبالتوازي مع هذه التصريحات، تستمر الاشتباكات في القطاع، حيث قُتل العشرات خلال الساعات الماضية، وذلك حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.
وحسب الخطة التي تحدث عنها غالانت، وهي مكونة من أربعة أطراف، فإن إسرائيل سوف تسيطر على الناحية الأمنية في القطاع بشكل كامل.
وسوف تقوم قوات متعددة الجنسيات، بتولي مسؤولية إعادة إعمار القطاع الذي تعرض لدمار هائل.
وقال غالانت: “الفلسطينيون هم من يسكنون غزة، لذلك سيتم اختيار المسؤولين عن الإدارة من بينهم، بشرط عدم وجود أي توجهات أو أعمال عدائية ضد دولة إسرائيل”.
ولم تتم مناقشة الخطة بأي تفاصيل في اجتماع لمجلس الوزراء ولم يعلق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا. وورد أن الاجتماع انتهى وسط حالة من الشد والجذب، حيث اعترض بعض الوزراء بغضب على الأسماء المطروحة للتحقيق في الأحداث المحيطة بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الذي نفذته حماس.
وقد تسببت الخطة التي أطلقت عليها إسرائيل “اليوم التالي” في مزيد من الانقسامات السياسية في الداخل الإسرائيلي.
وقال مسؤولون يمينيون متشددون في الحكومة التي يرأسها نتنياهو إنه ينبغي دفع المدنيين الفلسطينيين في غزة إلى النزوح من القطاع، مع تأسيس مستوطنات يهودية في القطاع.
لكن المقترح المثير للجدل، يتعرض لانتقادات شديدة من دول في المنطقة وحلفاء لإسرائيل على اعتبار أنه “غير مجد، ومتطرف”.
ورغم أن خطة غالانت تبدو أكثر قابلية للتنفيذ، إلا أنها في الغالب ستقابل بالرفض من قبل الفلسطينيين، الذين يعتقدون بأن أبناء غزة هم من يجب أن يديروا القطاع بشكل كامل بمجرد انتهاء الحرب الجارية.
ولم يتحدث نتنياهو بشكل علني عن كيفية حكم قطاع غزة، ولكنه أعرب عن اعتقاده بأن الحرب في القطاع قد تستمر عدة أشهر، متعهدا بسحق حماس.
وكشفت خطة غالانت أيضا كيف يخطط الجيش الإسرائيلي للمرحلة التالية من الحرب في غزة، حيث يسعى للقيام بعمليات أكثر انتقائية في شمالي القطاع، لتدمير الأنفاق والقيام بغارات جوية مركزة، وعمليات اقتحام سريعة.
وفي الجنوب، ستحاول القوات تعقب مسؤولي حماس، وإطلاق سراح الرهائن كما قال غالانت.
وتسمتمر الغارات والقصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل على قطاع غزة، وتحول قطاع غزة الفلسطيني المحاصر إلى أثر بعد عين.
فقد دمرت الحرب نحو ثلثي الأبنية في القطاع، بحسب ما أظهرت صور الأقمار الصناعية.
أدى الهجوم الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على غلاف غزة، حتى الآن إلى تدمير أكثر من ثلثي المباني في شمال غزة وربع المباني في المنطقة الجنوبية من خان يونس، وفقًا لتحليل بيانات القمر الصناعي كوبرنيكوس سنتينل-1 الذي أجراه كوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة نيويورك، فضلا عن خبراء آخرون من جامعة ولاية أوريغون، بينهم فان دن هوك.
كما أوضح الخبراء أن نسبة المباني المتضررة في خان يونس تضاعفت تقريبا خلال الأسبوعين الأولين فقط من الهجوم الجنوبي الإسرائيلي.
ويشمل ذلك عشرات الآلاف من المنازل، بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات والمساجد والمتاجر.
فيما أعلن مراقبو الأمم المتحدة أن نحو 70% من المدارس في كافة أنحاء غزة تعرضت لأضرار.
يذكر أن الحرب التي تفجرت في أكتوبر الماضي حصدت حتى الآن أكثر من 22 ألف قتيل بينهم نحو 8000 طفل، بينما تجاوز عدد المصابين 60 ألفاً وسط توقف عمل أغلب المستشفيات، إما جراء الدمار الذي لحق بها أو شح المستلزمات الطبية وانقطاع الوقود.