حريق القاهرة هو من الأحداث التي عجلت بقيام ثورة 23 يوليو والإطاحة بالملكية.
وتمثلت مقدمات حريق القاهرة المبكرة جدا حين وقع رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا،معاهدة 1936 مع الإنجليز وهي المعاهدة التي كانت تقضي بانسحاب القوات البريطانية من مصر لمنطقة القناة،على أن تدعم مصر بريطانيا في حربها مع الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية فلما انتهت الحرب لصالح بريطانيا لم تف الثانية بوعودها لمصر ورفض الإنجليز الانسحاب، فأعلن النحاس في ٨ أكتوبر ١٩٥١إلغاء معاهدة ١٩٣٦وأنه غير مسؤول عن حماية الإنجليز في خط القناة، ودعم الفدائيين.
وفي صباح ٢٥يناير١٩٥٢قام القائد البريطاني بمنطقةالقناة أكسهام،باستدعاء ضابط الاتصال المصري وطلب منه أن يسلم البوليس المصري أسلحته للقوات البريطانية ورفض الضباط المصريون، وأقر وزير الداخلية، آنذاك، فؤاد سراج الدين، موقفهم فقام الإنجليز باقتحام مدينة الإسماعيلية.وحاصرت الدبابات والمصفحات البريطانية مبنى المحافظة بـ7 آلاف جندي بريطاني بأسلحتهم، ومدافعهم بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ٨٠٠ في الثكنات، و٨٠ في المحافظة بالبنادق، وقاوم المصريون حتى آخر طلقة بعد ساعتين من القتال.
وسقط خمسون شهيدًاو«زي النهاردة» ٢٦ يناير ١٩٥٢ انتشر الخبر في القاهرة، واستقبله المصريون بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات من الطلاب ورجال الشرطة، وفي أثناء ذلك اندلع حريق القاهرة، وخلال ساعات كانت النار قد التهمت نحو ٧٠٠ محل، وسينما، وكازينو، وفندق، ومكتب، وناد، في شوارع وميادين وسط المدينة.وكان من المنشآت التي طالها الحريق محال «شيكوريل» و«عمرأفندي»،و١٣ فندقًا كبيرًا منها «شبرد»و«متروبوليتان»و«فيكتوريا»، و٤٠ دار سينما بينها «ريفولي، وراديو، ومترو، وديانا، وميامي»، و٧٣ مقهى ومطعمًا وصالة منها جروبي والأمريكين، فضلًا عن مقتل ٢٦ شخصًا، وأعلن «النحاس» الأحكام العرفية، وأعلن نفسه حاكمًا عسكريًا عامًا، وحظر التجول في القاهرة والجيزة من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا وهناك كتب وأبحاث تناولت حريق القاهرة، ومنها كتاب للدكتور محمد أنيس، صدر في التسعينيات، ودراسة لجمال الشرقاوي، صدرت في أواسط السبعينيات بعنوان «أسرار حريق القاهرة في الوثائق البريطانية«ومن أحدث الكتب التي عرضت ضمن فصولها لحريق القاهرة كتاب«القاهرة.. خططها وتطورها العمراني» للدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة، ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وتعليقا على استمرار غموض هذا الحادث والطرف المتورط فيه.