أرخ الكاتب الصحفى أيمن الحكيم سيرة عبد الحميد باشا بدوى أول قاضى مصرى فى محكمة العدل الدولية والذي صدر عن دار “إنسان” وحمل مقدمة بقلم عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين وكذلك شهادات لعمرو موسى والدكتور مفيد شهاب الذى كان بدوى باشا مشرفا على رسالته للدكتوراة فى القانون الدولى فى فرنسا.
وعبد الحميد باشا بدوى شخصية مصرية مرموقة وكان تلميذه السنهورى باشا أستاذ القانون الدستورى المعروف يصفه بأنه أكبر عقلية قانونية مصرية فى القرن العشرين، فقد كان أول مصرى يحصل على درجة الدكتوراة فى القانون من جامعة “جرينوبل” الفرنسية العريقة، وكان أول مصرى يرأس لجنة قضايا الحكومة، ويذكر له التاريخ أنه كان وزير الخارجية ورئيس وفد مصر فى مؤتمر سان فرانسسكو ووقع باسمها على ميثاق الأمم المتحدة وشارك فى صياغة بنوده عام 1945..
وفى العام 1946 أنتخب قاضيا فى محكمة العدل الدولية عقب تأسيسها وأعيد انتخابه لدورة تالية وتولى منصب نائب رئيس المحكمة وظل قاضيا بها حتى رحيله فى العام 1965.
الكتاب يتضمن وثائق نادرة عن حياة وسيرة عبد الحميد بدوى وأهم القضايا التى شارك فى نظرها قاضيا سواء فى فترة رئاسته للجنة قضايا الحكومة أو خلال توليه منصب وزير المالية فى حكومة حسين سرى أو وزارة الخارجية فى حكومة النقراشى أو خلال وجوده قاضيا بمحكمة العدل الدولية طوال نحو عشرين سنة .
الكتاب الذى يحمل عنوان “عبد الحميد باشا بدوى عبقرى القانون ..سيرة أول قاضى مصرى فى محكمة العدل الدولية” يعيد قراءة التاريخ السياسى المصرى فى فى النصف الأول من القرن العشرين من منظور قانونى ويلقى الضوء على أسرار وكواليس الحياة السياسية من واقع أوراق وسيرة عبد الحميد بدوى .
قصة حياة عبد الحميد بدوي باشا
الدكتور عبد الحميد بدوي باشا (13 مارس 1887 – 4 أغسطس 1965) مُشرِّع وقانوني مصري معروف، تم تعيينه رئيس قلم قضايا الحكومة ( قضايا الدولة ) حاليا عام 1926 ، وزيرًا لوزارة المالية عام 1940 ووزيرًا لوزارة الخارجية عام 1945 . ثم عين في 1946 قاضياً بمحكمة العدل الدولية لمدة عشرين عاماً، فكان أول عربي شرقي يشغل هذه الوظيفة، وشغل منصب نائب رئيس هذه المحكمة في المدة من 1955 حتى 1958. له حفيد هو مهندس أيمن بدوى العضو المنتدب لشركة اللوتس للانشاءات وله اسهامات جديرة في مجال الهندسة المعمارية.
حياته
ولد في مدينة الإسكندرية سنة 1887م ونشأ فيها حتى انتقل والده إلى المدينة المنورة فأخذه معه وهو في الثامنة، وذهب إلى مدرسة صغيرة تعلم فيها القرآن واللغة العربية والحساب، ثم عاد إلى الإسكندرية والتحق بإحدى مدارس جمعية العروة الوثقى، ثم ذهب إلى مدرسة رأس التين الثانوية وحصل على البكالوريا سنة 1904م وكان الأول على زملائه، ثم ذهب إلى مدرسة الحقوق الخديوية وحصل على الليسانس سنة 1908م وكان الأول أيضًا على زملائه، وذهب في بعثة إلى فرنسا عام 1909م وحصل على الدكتوراه في القانون من جامعة جرينوبل سنة 1912م.
عمله
تم تعيينه مساعدًا للنيابة في نيابة طنطا وقت تخرجه، ثم نُقل إلى محكمة استئناف مصر وهناك ترافع عن عدة قضايا هامة مثل قضية عبد العزيز جاويش في مطلع عام 1909م، واختاره وزير الحقانية عبد الخالق ثروت مديرًا لمكتبه في مايو 1915، واختير عضوًا في لجنة الموظفين في ثورة 1919، وتم تعيينه مستشارًا بقلم قضايا الحكومة ( قضايا الدولة ) حاليا ثم تولي رئاستها عام 1926 ، تم اختياره في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، واشترك في مفاوضات سنة 1927 التي أجراها عبد الخالق ثروت ومفاوضات سنة 1929 التي أجراها محمد محمود، واشترك في مؤتمر إلغاء الامتيازات الأجنبية سنة 1937، ويعتبر عبد الحميد بدوي هو الصانع الأول لمعاهدة مونتريه ، وفي عام 1940م تم اختياره وزيرًا للمالية في وزارة حسين سرى، ثم ترك الوزارة بسبب عدم رضاه عن أعمال الملك، ثم دخل وزارة النقراشي سنة 1945 كوزير للخارجية ، ثم استقال وتم ترشيحه لمنصب قاض بمحكمة العدل الدولية سنة 1946م ولمدة عشرين عاماً، فكان أول عربي شرقي يشغل هذه الوظيفة وشغل منصب نائب رئيس هذه المحكمة في المدة من 1955 حتى 1958 ، وقد اختير بدوي عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1945.