أظهرت الأيام الأخيرة في قطاع غزة غضب أهالي المنطقة من حماس، حيث انتقدوا بشدة قيادة الحركة لعدم اهتمامها بمعاناتهم وتجاهلها لاحتياجاتهم الأساسية.
تضحيات أهالي غزة وعدم مبالاة مقاتلي حماس
وقد جاء هذا الغضب نتيجة استمرار الحرب في المنطقة وعدم التوصل لأي نوع من التسوية أو الهدنة الدائمة، ورأى الأهالي في ذلك دليلاً على عدم شعور مقاتلي حماس بمعاناتهم وتضحياتهم في ظل الحرب المتواصلة ومآسي النزوح وتدمير بيوتهم.
بينما ينام الأهالي في العراء، وسط ظروف جوية صعبة، يبحثون عن الخبز والمواد الغذائية الأساسية ولا يجدونها، إن عزلتهم وتجاهل حماس لحاجاتهم الأساسية دفعاهم إلى طرح تساؤلات حول الأولويات تلك التي تمتلكها الحركة. هل الاهتمام بمصالح الحركة فوق مصالح الشعب الفلسطيني الذي تدافع الحماس باسمه؟
اعتبر الكثير من الأهالي أن الوضع الحالي يظهر اللامبالاة من قبل حماس تجاه تحمل المدنيين العبء الكبير للحرب مع إسرائيل، مما يجعلهم يفقدون الثقة تدريجياً في قادة الحركة.
استمرار الحرب ينذر بخراب القطاع
من جهة أخرى، ذكرت بعض التقارير أن بعض منظمات المجتمع المدني في غزة مثل الهلال الأحمر الفلسطيني ومنظمات حقوق الإنسان تعمل على تقديم المساعدات الضرورية للأهالي المتضررين، وفق قدراتهم مع استمرار الحرب وتحاول هذه المنظمات شغل الفراغ الذي تركته قيادة حماس.
وفي ظل هذه التوترات، وجه الأهالي نداءات إلى المجتمع الدولي للتدخل والضغط لتوفير الحماية وتلبية احتياجاتهم الضرورية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
يتعين على حماس أن تأخذ هذه الغضب والتذمر بعين الاعتبار وتعمل على تلبية احتياجات الأهالي في أقرب وقت ممكن بالتوصل إلى تسوية تنهي هذه الحرب، فالنجاح في أي صراع يقاس بقدرة القائد على تلبية احتياجات شعبه والحفاظ على معنوياتهم. وإذا فشلت حماس في ذلك، فقد يتسبب ذلك في تفاقم الاحتقان والانقسام في المجتمع الفلسطيني.
ونزح أكثر من 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وتدفق نحو مليون شخص إلى رفح القريبة من الحدود المصرية. ويعيش كثيرون منهم في خيام مكتظة بمساحات شاغرة في العراء أو على الشواطئ.
وتفتح السلطات المصرية معبر رفح البري بشمال سيناء لإدخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة واستقبال الجرحي والمصابين والمرافقين الفلسطينيين، بجانب دخول الوفود الأممية والتضامنية إلى القطاع.