يلتقي منتخبا قطر والأردن غدا السبت في المباراة النهائية للمسابقة القارية، المقامة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، في مواجهة عربية خالصة على ملعب (لوسيل) المونديالي.
ويعتبر هذا هو النهائي العربي الثالث في أمم آسيا، لتضمن كرة القدم العربية احتفاظها باللقب القاري للنسخة الثانية على التوالي، بعدما توج المنتخب القطري بلقب النسخة الماضية، التي أقيمت بالإمارات العربية المتحدة عام 2019.
كما ضمنت الكرة العربية التتويج بلقبها السابع في النسخة الـ18 لأمم آسيا، بعدما سبق أن فازت السعودية بالمسابقة 3 مرات، فيما نالت الكويت والعراق وقطر كأس البطولة مرة وحيدة.
وكان النهائي العربي الأول في أمم آسيا خلال نسخة البطولة عام 1996، حينما توجت السعودية باللقب على حساب الإمارات بركلات الترجيح، بينما كان المنتخب العراقي هو بطل النهائي العربي الثاني في المسابقة، عقب فوزه 1 / صفر على نظيره السعودي بنسخة عام 2007.
ويتطلع منتخب قطر لأن يصبح خامس منتخب يحتفظ بكأس الأمم الآسيوية في نسختين متتاليتين على الأقل، بعد منتخبات كوريا الجنوبية، التي فازت بأول نسختين للمسابقة عامي 1956 و1960، وإيران التي توجت باللقب أعوام 1968 و1972 و1976، والسعودية (1984 و1988)، واليابان (2000 و2004).
كما يرغب المنتخب (العنابي)، الذي يشارك في أمم آسيا للمرة الـ11، في التساوي مع عدد الألقاب التي يمتلكها منتخب كوريا الجنوبية، بقائمة المنتخبات الأكثر تتويجا بالمسابقة، التي يتربع منتخب اليابان على قمتها برصيد 4 ألقاب.
ويأمل منتخب قطر في الانضمام لقائمة المنتخبات التي توجت بكأس الأمم الآسيوية حينما استضافتها على ملاعبها، بعد منتخبات كوريا الجنوبية (1960)، وإسرائيل (1964)، وإيران (1968 و1976)، والكويت (1980)، واليابان (1992)، وأستراليا (2015).
كما يرغب المنتخب القطري في مصالحة جماهيره، التي شعرت بخيبة أمل كبيرة، عقب مشاركته الباهتة في المونديال الماضي الذي استضافته ملاعبه، والذي شهد خروجه مبكرا من مرحلة المجموعات، عقب خسارته مبارياته الثلاث بالدور الأول، حيث يرى أن الحصول على لقب أمم آسيا، من شأنه أن يعيد إليه الكبرياء والبريق من جديد.
واستهل منتخب قطر مسيرته في أمم آسيا 2023، بالفوز 3 / صفر على لبنان في المباراة الافتتاحية للبطولة، قبل أن يتغلب 1 / صفر على كل من منتخبي طاجيكستان والصين على الترتيب في الجولتين الثانية والثالثة للمجموعة الأولى، التي تربع على قمتها عن جدارة، محققا العلامة الكاملة برصيد 9 نقاط.
وتغلب المنتخب القطري 2 / 1 على نظيره الفلسطيني بصعوبة بالغة في دور الـ16، قبل أن يجتاز عقبة منتخب أوزبكستان في دور الثمانية بركلات الترجيح، عقب تعادلهما 1 / 1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وصعد منتخب قطر، الذي يحتل المركز الـ58 عالميا والسادس آسيويا في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، للنهائي الثاني في تاريخه بأمم آسيا، عقب انتصاره المثير 3 / 2 على منتخب إيران، أول أمس الأربعاء، في الدور قبل النهائي.
ويضم المنتخب القطري في صفوفه كوكبة من النجوم في مختلف الخطوط، يأتي في مقدمتهم الثنائي أكرم عفيف وحسن الهيدوس، اللذين تألقا بشدة خلال مشاركتهما مع الفريق بالنسخة الحالية.
وأحرز عفيف 5 أهداف في المسابقة الحالية حتى الآن، ليحتل المركز الثاني بقائمة الهدافين، بفارق هدف وحيد خلف العراقي أيمن حسن (المتصدر)، فيما سجل الهيدوس 3 أهداف، ليبلغ إجمالي ما أحرزه الثنائي 8 أهداف من إجمالي 11 هدفا سجلها العنابي في مشواره بالبطولة.
من جانبه، يحلم منتخب الأردن، الذي يشارك في أمم آسيا للمرة الخامسة، بالانضمام لقائمة المنتخبات المتوجة باللقب المرموق، وبأن يصبح المنتخب العاشر الذي يحرز كأس البطولة، التي انطلقت نسختها الأولى قبل 68 عاما.
ويسعى المنتخب الأردني لمواصلة مسيرته المذهلة في البطولة، والانقضاض على اللقب، بعد قوة الدفع الكبيرة التي حصل عليها عقب نجاحه في تخطي العديد من القوى الكبرى في مسيرته بالنسخة الحالية للمسابقة.
وقبل انطلاق تلك النسخة، لم يكن أشد المتفائلين من جماهير منتخب الأردن، الذي تمثلت أبرز إنجازاته في أمم آسيا بالصعود لدور الثمانية بنسخة عام 2004 في الصين، يتوقع هذا المشوار الخرافي الذي قام به “النشامى”، تحت قيادة المدير الفني المغربي الحسين عموتة.
ويأمل منتخب الأردن، الذي يحتل حاليا المركز الـ87 عالميا والـ13 آسيويا بتصنيف فيفا، في السير على نهج منتخبي الدنمارك واليونان، اللذين توجا بلقب كأس الأمم الأوروبية عامي 1992 و2004 على الترتيب، رغم ابتعادهما عن دائرة الترشيحات قبل بداية المسابقة.
ومنذ تأسيس الاتحاد المحلي لكرة القدم عام 1949، تمثل الإنجاز الوحيد الذي حققه منتخب الأردن في الحصول على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية عامي 1997 و1999، لكن الفرصة تبدو مواتية الآن لتحقيق إنجاز أضخم من خلال الفوز بكأس الأمم الآسيوية.
وبدأ منتخب الأردن مشواره في تلك النسخة بالفوز 4 / صفر على ماليزيا بالجولة الأولى للمجموعة الخامسة، قبل أن يتعادل 2 / 2 مع كوريا الجنوبية، ويخسر صفر / 1 أمام البحرين في الجولتين الثانية والثالثة على الترتيب، ليحتل المركز الثالث برصيد 4 نقاط، ويصعد للأدوار الإقصائية بعد تواجده ضمن أفضل أربعة ثوالث بالمجموعات الست في الدور الأول.
وضرب منتخب الأردن موعدا مع منتخب العراق في دور الـ16، حيث تغلب عليه في اللحظات الأخيرة، بعدما قلب تأخره 1 / 2 في الوقت المحتسب بدلا من الضائع للمباراة إلى فوز مثير 3 / 2.
وفي دور الثمانية، انتصر منتخب الأردن 1 / صفر على منتخب طاجيكستان، قبل أن يحقق فوزا تاريخيا 2 / صفر على منتخب كوريا الجنوبية، المصنف الـ23 عالميا، في الدور قبل النهائي، ليسجل ظهوره الأول في المباراة النهائية لأمم آسيا.
وتضع الجماهير الأردنية آمالا عريضة على الثنائية موسى التعمري ويزن النعليمات، نجما مونبيلييه الفرنسي والأهلي القطري على الترتيب، عطفا على ما قدماه خلال مشوار الفريق في النسخة الحالية للمسابقة.
وسجل كلا اللاعبين 6 أهداف للمنتخب الأردني، بواقع 3 أهداف لكل منهما، من إجمالي 12 هدفا أحرزها الفريق في البطولة، وهو ما يشكل نصف أهداف النشامى.
وبينما يعد هذا هو اللقاء الأول بين المنتخبين في أمم آسيا، تحمل هذه المواجهة الرقم 24 في تاريخ مباريات المنتخبين على الصعيدين القاري والودي.
ويمتلك المنتخب القطري الأفضلية خلال اللقاءات الـ23 السابقة مع المنتخب الأردني، حيث حقق 12 فوزا مقابل 7 انتصارات للنشامى، وفرض التعادل نفسه على 4 لقاءات، وسجل لاعبو العنابي 33 هدفا، في حين أحرز الأردنيون 22 هدفا.