8 أيام استغرقها رجال الأمن بمحافظة الدقهلية، لكشف لغز العثور على جثة طالب الثانوية إيهاب أشرف مشطور نصفين، وملقى الجزء السفلي منه على جسر مصرف مائي، في المنطقة ما بين قريتي 7 ثابت والنقعة بنطاق مركز الستاموني.
غموض الواقعة تمثل في حسن سمعة المجني عليه وتفوقه الدراسي، بالإضافة إلى عدم وجود خلافات أو عداوات بين أسرته واي شخص آخر، فضلًا عن المكالمة التي طلب خلالها شخص مجهول فدية مقابل إطلاق سراح الضحية، وأغلق بعدها الهاتف، كلها خيوط صعبت المهمة الأمنية.
شكلت الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية فريق بحث جنائي على أعلى مستوى، بالتنسيق مع كافة الجهات لكشف الجاني، والعثور على باقي الجثة، وعلى الجانب الآخر انتدبت جهات التحقيق الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة، وبعد أسبوع من الجريمة يتم التصريح بدفن النصف المعثور عليه، وشيع في جنازة مهيبة، مساء أمس الأربعاء.
الشبهات الأولى كانت تدور حول محمد ع.ال.ال، ويبلغ من العمر 25 عامًا، باعتباره آخر شخص شوهد المجني عليه معه، وباستدعائه أقر بأن الطالب انصرف بعد الحصة.
شكوك رجال المباحث حول المتهم لم تنته عند هذا الحد، بل ظل تحت المراقبة، وكانت بداية اكتشاف خيوط الواقعة عبر قطعة من الخيش عُثر عليها داخل مركز الدروس الخاص به محل ارتكابه الجريمة، وتبين أنه كان قد استخدم نصفها في لف الجزء السفلي من جثمان المجني عليه، وترك النصف الآخر داخل المركز.
وأمام الأجهزة الأمنية، أقر المتهم باعترافات تفصيلية حول ارتكابه الواقعة، حيث أكد أنه اعتاد لعب القمار عبر أحد التطبيقات الإلكترونية، ما تسبب في استدانته في مبلغ مالي يتراوح ما بين 250 و 300 ألف جنيه.
وأضاف أنه كان يخطط لخطف أحد طلابه، ومساومة أسرته على مبلغ مالي، وقبل أسبوع من ارتكابه الواقعة، نسج خيوطه على الطالب إيهاب أشرف، وذلك لعلمه أن والده ميسور الحال، واستغل تواجد الشاب بمفرده في درس خصوصي، وتعدى عليه بسكين أبيض كبير وذبحه من رقبته، ثم فصل رأسه عن جسده، وبعدها شطر الجسد إلى نصفين.
وبعدما أتم المتهم جريمته، ساوم أسرة المجني عليه في الحصول على مبلغ مالي قيمته 100 ألف جنيه، وتحويله عبر 17 محفظة إلكترونية، مقابل إطلاق سراحه، وذلك خلال مكالمة هاتفية تلقاها عبر هاتف المجني عليه، ووافقت الأسرة، إلا أنهم فوجئوا بإغلاق الرقم.
كما أقر أنه ألقى جميع الأشلاء في أماكن متفرقة بمنطقة الحفير بالستاموني في ذات اليوم، وبإرشاده عثر على الجزء العلوي من الجثمان “الصدر والذراعين”، ملقى داخل جوال في مصرف مائي في المنطقة بين قريتي النقعة وبصار.
وبعد ساعات، عثرت قوات الأمن على الرأس ملقاة على بعد خطوات من مكان العثور على الجزء العلوي، ليكتمل بذلك جثمان الضحية.