مع مرور 6 أشهر على الحرب في غزة، تصاعد النقاش السياسي في كثير من المنتديات والأروقة مؤكدا أنه طالما أن القتال مستمر، وطالما أن قادة حماس لا يُنظر إليهم على أنهم قادة شعب غزة، فإن الحل الأمثل سيكون إقامة دولة فلسطينية تحت إدارة السلطة الفلسطينية.
إن هجوم «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتسات الإسرائيلية المحيطة بغزة في 7 أكتوبر الماضي، وما تلاه من حرب إسرائيلية كشف أن قادة حماس أشعلت فتيل الحرب واختبأت في الأنفاق ولم يذق مرار الحرب سوى أهالي القطاع الذي انقطعت بهم كل سبل الحياة.
لقد أشعلت حماس حربا الجميع من قادتها خاسر فيها، يبحثون عن المجد وهو مفقود إلى الأبد، وعن انتصار يبتعد كل يوم بسنوات، ذلك أن الغطرسة تعمي العيون والأبصار والقلوب، دون اكتراث للضحايا الأبرياء.
ورغم أن حركة «حماس»، حضرت جيدا لهذه الحرب بخطة محكمة ونجحت في اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية ومباغتتها طيلة ساعات وأحدثت إرباكاً شديداً لكبار السياسيين والعسكريين الإسرائيليين وتمكنت من احتلال 11 قاعدة عسكرية و22 بلدة إسرائيلية محروسة بقوات مدربة، وقعت في فخ التناقض واكتسبت كرها من الأهالي بسبب ما لحق بهم.
وبعد أن أخذت حركة حماس الشعب الفلسطيني إلى مغامرة حين قررت بمفردها شن هجوم طوفان الأقصى على إسرائيل، يرى البعض أن الحل للقطاع هو ضمه للسلطة، لحاجة الأهالي لأن يكون له سند معترف به شرعيا في الدفاع عن القضية الفلسطينية كما لا يجب أن ننسى أنه لا تزال السلطة الفلسطينية إلى اليوم هي التي تشرف على القطاع واستلام المساعدات عبر وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية.
ويرى الكثير من الخبراء أن الشعب الفلسطيني أصبح لدى حركة حماس وقادتها مجرد أرقام، لذا يجب التحرك فورا.
واندلعت الحرب إثر هجوم شنّته «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وخُطف حينها نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم.
وردّاً على هذا الهجوم غير المسبوق، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» وباشرت عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة أسفرت وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» عن مقتل 32490 شخصاً وإصابة 74889 بجروح معظمهم من الأطفال والنساء.