لا صوت يعلو فوق صوت الحرب التي دخلت ايران فيها مع إسرائيل بعد الهجوم الذي شنته مؤخرا على أهداف إسرائيلية إلا أنه رغم الضجيج فقد كان كالجبل الذي تمخض فولد فأرا وهو ما ستقابله إسرائيل بضربات ضد قوات إيران العسكرية، ووكلائها خارج البلاد.
فعلى الرغم من كل هذه الفوضى التي حدثت خلال الساعات الماضية فإن إسرائيل ما زالت عند موقفها المصمم على اجتياح رفح لمطاردة عناصر حماس رغم الأصوات الكثيرة الرافضة لهذه الخطوة.
وأعلنت إسرائيل في مناسبات عدة أن ما قد ينجح في حلحلة الأزمة هو الوصول لصيغة نهائية في صفقة إطلاق سراح المخطوفين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر الماضي.
فقد تسبب تعنت حماس في الوصول لإبرام صفقة لتحرير الرهائن وهو ما يشير إلى استمرار الحرب حتى يتم تنفيذ أهداف إسرائيل كاملة.
وفي سبيل تشديد الضغط على «حماس»، أعلن مكتب نتنياهو أن مجلس قيادة الحرب صادق على خطة الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح.
.
وفي الهجوم الذي شنّته «حماس» على منطقة غلاف غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، تم أخذ أكثر من 250 شخصاً واحتجازهم في قطاع غزة، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ما يدعم هذا التوجه تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الثلاثاء)، إن أهداف الحرب القائمة حالياً في قطاع غزة، ما زالت تتمثل في «تدمير» حركة «حماس»، وإعادة الرهائن المحتجزين في غزة، وذلك حسبما نشرت «وكالة الصحافة الألمانية».
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأن نتنياهو تحدّث مع الجنود الجدد في الجيش الإسرائيلي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: «لقد سقط أصدقاء جيدون في الحرب، وقد ماتوا حتى نحقق هذا النصر. علينا أن نضمن أن غزة لم تعد تشكّل تهديداً».
وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت بدأ فيه الجيش الإسرائيلي تجنيد لواءين احتياطيين للمهام العملياتية في قطاع غزة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملية برية واسعة في مخيم النصيرات وسط القطاع، للأسبوع الثاني على التوالي، في محاولة للسيطرة على المنطقة، التي تعد أحد معاقل «حماس» الرئيسية، قبل تنفيذ عملية أوسع في مدينة رفح جنوب القطاع.
والأسبوع الماضي، أعلن الجيش حملة مباغتة لتدمير البنى التحتية في وسط قطاع غزة.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن مقاتلي مجموعة القتال التابعة للواء «ناحال» استمروا في نشاطهم في وسط القطاع، وقتلوا مسلحين من «حماس»، في وقت وجَّهَت فيه قوات «اللواء 215» قطعاً جوية تابعة لسلاح الجو لتغير على بنى تحتية، وتدمرها.
وأعلن الناطق العسكري أن الجيش أغار على بنى تحتية ومنصات لإطلاق قذائف صاروخية إلى جانب العشرات من البنى التحتية والأنفاق والمباني العسكرية في وسط القطاع.
وعلى الرغم من أن الجيش يركّز جهده وسط القطاع، فإنه نفذ غارات برية في شمال القطاع، واستهدف سيارة شرطة تابعة لـ«حماس».
وتقول إسرائيل إنها فككت كتائب الشمال، وبقيت أمامها كتيبتان في الوسط، و4 في رفح.
وتستعد إسرائيل لاقتحام رفح رغم معارضة الولايات المتحدة.
وفي مطلع الأسبوع الحالي، أطلقت إيران عشرات الطائرات المسيرة، وصواريخ كروز صوب إسرائيل، وذلك بعد مقتل قائد كبير في الحرس الثوري في هجوم يعتقد أنه إسرائيلي استهدف مجمع السفارة الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي.
ما أقدمت عليه إيران يمكن من خلاله لإسرائيل أن تغتنم هذه الفرصة للقضاء تماماً على حركة «حماس»، كما تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وسيكون هذا، بطريقة ما، إهانة مباشرة لأن إيران والجماعات المسلحة التابعة لها قالت جميعها إن التهديدات ضد إسرائيل ستتوقف إذا أوقفت الأخيرة حربها في غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة بسبب الهجوم غير المسبوق الذي شنته «حماس» في 7 أكتوبر وما زالت مستمرة وما زالت إسرائيل مصممة على دخول رفخ رغم هجوم إيرام ما لم يتم تفعيل صفقة الإفراج عن المخطوفين من قبل حماس.