في كل عام، يجتمع الملايين من الناس من كافة أرجاء العالم في يوم الأرض للاحتفال بالحركة البيئية.
بدأ هذا الحدث عام 1970 في الولايات المتحدة، ويتم الاحتفال به الآن في جميع أنحاء العالم.
ما هو يوم الأرض ومتى موعده؟
يوم الأرض هو حدث عالمي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية حماية البيئة، ويُقام كل عام في الـ22 من أبريل.
بدأت الاحتفالات بيوم الأرض منذ عام 1970، وأطلق هذا اليوم السيناتور الأمريكي المدافع عن البيئة غايلورد نيلسون وطالب الدراسات العليا في جامعة هارفارد دينيس هايز، بعدما شاهدا الضرر البيئي الناجم عن تسرب النفط في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا الأميركية عام 1969، ما زاد مخاوفهما بشأن الأضرار البيئة في الولايات المتحدة.
شهد يوم الأرض الأول خروج 20 مليون شخص إلى شوارع المدن الرئيسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وفي عام 1990، أصبح يوم الأرض حدثاً عالمياً يشارك فيه الآن أكثر من مليار شخص من جميع الأعمار موزعين على نحو 200 دولة، وفقاً للمنظمين.
تقول رئيسة منظمة يوم الأرض كاثلين روجرز : “إن الاحتفال بيوم الأرض غالباً ما يكون أول عمل بيئي يقوم به الكثير من الناس”.
يهدف موضوع عام 2024 تحت عنوان “الكوكب مقابل البلاستيك” إلى زيادة الوعي بأضرار التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان والكوكب.
وقد غطت الفعاليات السابقة ليوم الأرض مجموعة من القضايا البيئية، من تغير المناخ والطاقة النظيفة إلى حماية الكائنات الحية وفوائد زراعة الأشجار.
ويأتي التركيز هذا العام على مادة البلاستيك قبل إقرار معاهدة أممية تاريخية من شأنها أن تُنهي التلوث البلاستيكي، والتي من المتوقع أن يتم الاتفاق عليها بحلول نهاية عام 2024.
وقد دعت أكثر من 50 دولة، منها المملكة المتحدة، إلى إنهاء التلوث البلاستيكي بحلول عام 2040.
لكن منظمي يوم الأرض يريدون الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، ويطالبون بخفض إنتاج جميع المواد البلاستيكية بنسبة 60 في المئة بحلول عام 2040.
ما الذي حققه يوم الأرض؟
بعد بضع سنوات من أول احتفال بيوم الأرض عام 1970، تم تأسيس وكالة حماية البيئة الأمريكية، وتم إصدار أو تعزيز العديد من القوانين البيئية مثل قانون الهواء النظيف .
وشملت الفعاليات الأخيرة زراعة مئات الملايين من الأشجار، ودعم المزارعين بممارسات زراعية مستدامة، وبدء مشاريع محو الأمية المناخية في جميع أنحاء العالم.
ويشير بعض المراقبين أيضاً إلى أهمية يوم الأرض في دفع القضايا البيئية إلى جداول الأعمال الوطنية والدولية.
يقول الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ السابق، إيفو دي بوير: “مع وجود مجموعة من القضايا التي تدفع بالتحديات البيئية التي نواجهها إلى أسفل قائمة أولويات المجتمع، فإن أحداثاً مثل يوم الأرض تُذكرنا بالتكلفة طويلة المدى للسياسة قصيرة المدى”.
وفي عام 2016، تم اختيار يوم الأرض رمزياً للتوقيع الرسمي على اتفاق باريس التاريخي للمناخ، الذي تم الاتفاق عليه في أواخر عام 2015.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتفق فيها دول العالم بشكل جماعي على أهداف لمحاولة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
يحذر بعض النقاد من أن هذه الإنجازات تعطي إحساساً زائفاً بالتقدم.
إن العديد من المؤشرات البيئية – من درجات الحرارة العالمية إلى انقراض أنواع من الكائنات الحية – تتغير بسرعة بسبب الأنشطة البشرية. وقد فشلت الجهود المبذولة حتى الآن في وقف هذه الاتجاهات أو عكس مسارها.
كما اتُهم بعض الأفراد والشركات باستغلال يوم الأرض كفرصة للترويج المضلل بمراعاتهم وحمايتهم للبيئة دون إجراء التغييرات الحقيقية المطلوبة، وهذا ما يُعرف باسم “الغسل الأخضر”.
وعلى سبيل المثال، في عام 2022 غردت الناشطة المناخية غريتا ثونبيرغ بأن يوم الأرض “تحول إلى فرصة للأشخاص الممسكين بزمام السلطة لنشر حبهم للكوكب، وفي الوقت نفسه تدميره بأقصى سرعة”.
وقالت رئيسة منظمة يوم الأرض كاثلين روجرز لبي بي سي: “نعلم جميعاً أن الغسل الأخضر يحدث وهو أمر مثير للغضب”.
وأضافت: “إنها ليست مشكلة تسببنا فيها، ولكننا نعلم أن يوم الأرض يتم استغلاله بشكل ساخر من قبل بعض الشركات لإساءة استخدام روح الاستدامة من أجل تحقيق مكاسب خاصة بها. يتعين على الحكومات أن تتخذ إجراءات صارمة ضد أي شركة أو صناعة تكذب على المستهلكين”.