مع استمرار رحى الحرب في قطاع غزة ودخولها مرحلة حاسمة بدأت تظهر للسطح أسئلة كثيرة في تلك الأجواء الضبابية، أبرزها من بإمكانه أن يحكم غزة بعد أن ينقشع غبار هذه الحرب.
ومع تزايد هذه الأسئلة فإن التحليل الأبرز والذي يتفق عليه الكثيرون أن إعادة الأعمار لهذا القطاع الذي دمرته الحرب يقتضي عودة السلطة الفلسطينية وتشكيل لجنة طوارئ وطنية بعد الحرب تكون زراعا لها في القطاع.
ويرى المراقبون أن أن الخيار الأكثر جدوى في مرحلة ما بعد الحرب يتمثل في عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة وستكون موضع ترحيب من قبل واشنطن والمجتمع الدولي حتى لو لم يعجبه البعض هذا التصور.
ومع وجود السلطة في قطاع غزة فهناك ضمانة بأن يد القانون ستكون العليا، وأن الأمن الفلسطيني سيلاحق كل الخارجين على القانون ما يعود بالقطاع مجددا بعد إعادة تعميره إلى مكان صالح للعيش للمواطنين، ويحقق أحلام أهالي غزة التي تبخرت تحت حكم حماس وما أوصلتهم إلى من خراب وتدمير.
فالسلطة الفلسطينية، التي تأسست عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو، تتبناها واشنطن لحكم غزة بعد الحرب، ففي نوفمبر الماضي قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن غزة والضفة الغربية “يجب إعادة توحيدهما في ظل هيكل حكم واحد، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية”.
فالسلطة الفلسطينية هي الأقرب لما يمكن أن يكون حلا واقعيا لحكم غزة بعد الحرب.
كانت «حماس» سيطرت على قطاع غزة في 2007 بعد قتال مع السلطة الفلسطينية ما أدى إلى تدهور القطاع وحرمان أهله من الكثير من الخدمات والضروريات التي تكفل لهم الحد الأدنى للمعيشة.
كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أمس الثلاثاء، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري، الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، في عملية عسكرية بدأها يوم الاثنين.
ووزَّع الجيش الإسرائيلي مشاهد لدباباته وهي تتقدم في باحة معبر رفح من الجهة الفلسطينية. وأظهرت مقاطع فيديو بثَّها جنودٌ دباباتٍ تدوس وتحطم مجسّم «أحب غزة»، كما أظهرت أعلاماً إسرائيلية ترفرف مكان الأعلام الفلسطينية. وهذه المرة هي الأولى التي تسيطر فيها إسرائيل على المعبر منذ عام 2005.
ويعد المعبر «المنفذ الوحيد» للغزيين نحو العالم، باعتبار معبر «إيرز» هو المعبر الثاني المخصص لحركة الأفراد، تحت سيطرة إسرائيلية، نحو إسرائيل أو الضفة.
إن مطالبات الأهالي بخروج خماس وإعادة القطاع للسلطة هو وسيلة كبرى لعودة الاستقرار للمنطقة، فالسلطة هي الضامن لعدم استخدام غزة منصةً لهجوم مماثل لما حدث في السابع من أكتوبر ما يسمح بعدم نشوب حرب أخرى تدمر الباقي من غزة كما أنه يتيح تحسين ظروف المدنيين بغزة بسرعة.
فقطاع غزة موحداً مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية هو أحد مطالب أهالي القطاع الآن بعد الويلات التي عاناها الأهالي خلال الشهور الماضية بعد هجوم حماس على المستوطنات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر والرد العنيف لإسرائيل.
وتشير الأرقام التي قدمتها السلطات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 1200 من الإسرائيليين والأجانب منذ شنت «حماس» هجومها ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مع استمرار وجود نحو 132 إسرائيلياً ومواطناً أجنبياً محتجزين في غزة.