شهدت مدينة رفح في قطاع غزة تصعيداً عسكرياً كبيراً بين القوات الإسرائيلية وحماس، خلال اليومين الماضيين مما أدى إلى أضرار جسيمة للبنية التحتية وسقوط العديد من الضحايا من أهالي غزة وهم الخاسر الأكبر مما يحدث بين حماس وإسرائيل.
الهجوم كان يستهدف مواقع تابعة لحماس، حيث ذكرت إسرائيل أنها كانت تحاول القضاء على أربع كتائب من حماس الموجودة في المنطقة ويبدو أن إسرائيل حاولت القضاء على شخص ما وانتهى الأمر بالتسبب في أضرار جسيمة وهناك اعتقاد بأنه كانت هناك أسلحة تابعة لحماس أو هيئة أخرى هناك.
وما يؤكد ذلك أن الجيش الإسرائيلي ذكر أن الهجوم الجوي الذي وقع الأحد، المستند إلى «معلومات مخابرات دقيقة»، أدى إلى مقتل رئيس مكتب حركة «حماس» في الضفة الغربية وقيادي كبير آخر بالحركة مسؤول عن هجمات على إسرائيليين.
هذا التصعيد يعكس التوتر المستمر في المنطقة، حيث تعتبر إسرائيل أن العمليات العسكرية ضد حماس ضرورية لضمان أمنها، بينما يرى الفلسطينيون أن هذه الهجمات تزيد من معاناتهم وتجلب المزيد من الدمار لحياتهم اليومية.
العملية العسكرية تسببت في دمار واسع النطاق، حيث تعرضت العديد من المباني السكنية للقصف. كان هناك نزوح كبير للسكان المحليين الذين حاولوا الفرار من القصف وتعرضت مناطق الإخلاء أيضاً لأضرار، مما أثار انتقادات واسعة من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية.
أسفر القصف عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة العديد، بما في ذلك نساء وأطفال، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وزيادة معاناة أهالي غزة.
وفي السياق ذاته قال مسؤول أميركي لشبكة «إيه.بي.سي» نيوز اليوم، الاثنين، إن الولايات المتحدة تلقت معلومات من الإسرائيليين مفادها أنهم يعتقدون أن شظية جراء الضربة التي شنها الطيران الإسرائيلي على مخيم السلام برفح جنوب غزة، الأحد، ربما أشعلت النار في خزان وقود على بعد 100 متر فحاصرت إحدى الخيام وهو ما أدى إلى اندلاع حريق هائل خلف عشرات القتلى والمصابين.
وأضاف أن واشنطن ليست لديها معلومات تؤكد حدوث ذلك أو تنفيه مشيراً إلى أنها تعمل على فهم ملابسات الحريق وفي انتظار أن تجري إسرائيل تحقيقاً وتبحث الإجراء التالي الذي ستتخذه.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في تقارير ذكرت أن ضربة نفذها ضد قادة حركة «حماس» في رفح تسببت في الحريق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الغارة لم تكن تهدف إلى التسبب في سقوط قتلى من المدنيين. وأضاف في خطاب بالكنيست قاطعته صيحات استهجان من مشرّعين معارضين «في رفح، أجلينا بالفعل نحو مليون ساكن غير مقاتل وعلى الرغم من جهودنا القصوى لكي لا نؤذي غير المقاتلين، حدث للأسف شيء خاطئ على نحو مأساوي».
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام مصرية، عن مصدر أمني، أن التحقيقات الأولية بشأن مقتل جندي مصري على الشريط الحدودي مع رفح، الذي تسيطر عليه راهناً إسرائيل، تشير إلى حدوث «إطلاق نار بين قوات إسرائيلية ومسلحين فلسطينيين».
وكانت إسرائيل قد أعلنت السبت الماضي استئناف المفاوضات الرامية إلى التوصل لهدنة في قطاع غزة وتبادل المحتجزين مع «حماس».
وأسفر قصف إسرائيلي، ليل الأحد، على مخيم في رفح، عن مقتل 45 شخصاً على الأقل، وفق حصيلة أولية مساء الاثنين، ليرتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى أكثر من 36 ألف قتيل منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.