عبد الحليم حافظ وسعاد حسني ، في مثل هذا اليوم ولد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي طالما متعنا بغنائه، فكان صوته يغرد في الآذان، ليريح النفس ويأخذنا معه في جولة بعيدة عن العالم، فـ لكل أغنية قصة كنا نتعايش معها.

و21 يونيو مثلما كان يومًا مميزًا بـ ولادة العندليب، فهو أيضًا يومًا شهد على حزن جميع المصريين، ففي هذا اليوم رحلت سندريلا الشاشة سعاد حسني، التي كانت تُسحر الجميع بطلتها على الشاشة وخفة ظلها وموهبتها الجبارة وعيونها الساحرة البريئة.
والعندليب الأسمر وسندريلا الشاشة عاشا قصة حب كبيرة، وقِيل إن هذه القصة تم تكليلها بـ الزواج سرًا، لكن سرعان ما اختلفا بسبب الغيرة المفرطة من العندليب على حبيبته التي كانت عفوية لا تفكر في نتيجة أفعالها، ورد فعل حبيبها الذي كان يعشقها واختارها من بين الملايين، لذلك كُتبت لهذه القصة النهاية، قبل أن يتم إعلان أو نفي زواجهما.

جدير بالذكر أن عبد الحليم حافظ وسعاد حسني تعاونا في عمل فني وحيد، وهو فيلم البنات والصيف الذي طرح عام 1960، وهو من تأليف الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وشارك فيه مجموعة من الفنانين هم: مريم فخر الدين، سميرة أحمد، كمال الشناوي، زيزي البدراوي، حسين رياض وآخرون، ودارت أحداث العمل حول 3 قصص منفصلة لعلاقات عاطفية عابرة، وحكاية ثلاث بنات يصطدمن بـ 3 أزمات تضعهن في مهن الريح.

سعاد حسني ملهمة عبد الحليم

تحدث سمير صبري عن السندريلا وعبد الحليم وقال “:إن السندريلا كانت ملهمة عبد الحليم حافظ الوحيدة فى أغلب اعماله الغنائية”.

وأضاف سمير صبرى :” أن عبد الحليم لم يخبره بزواجه من السندريلا ولم ير أى وثيقة زواج له على عكس رؤيته لوثيقة زواج لـ أم كلثوم من أحد الأشخاص، التى استمرت لمدة 10 أيام فقط “.

نفي سعاد حسني

في حوار لها مع الكاتب الصحفي محمد بديع سربية، نشر في مجلة “الموعد”، قالت: “عندما أريد الزواج، سأتزوج هنا في القاهرة، في بلدي وبين أحبابي وأهلي”.
السندريلا تابعت: “الزواج عمره ما كان جبر خاطر، الزواج لابد له من مقدمات وترتيبات وأخد ورد، ولابد أن يكون علنياً، لأنه نبأ سار يسعد جمهوري وجمهور عبدالحليم”.

وأضافت سعاد حسني: “لا معنى لأن نتزوج في السر، لأن معنى هذا أننا نعمل عملا غير مشروع، أو غير مستحب، أو لا نفخر به”. سعاد حسني أكدت: “كل ما أشيع عن زواج تم، أو زواج سيتم بيني وبين عبد الحليم حافظ، ليس إلا مجرد شائعات، أولا الحب ليس عيبا أو حراما، إن كنت أحب عبد الحليم، ليس هناك ما يدعو لكي أنكر هذا الحب”.

من جانبها أكدت جانجاه عبد المنعم شقيقة سعاد حسني في ذكراها: “وحشتينا كلنا.. وحشتني أوي.. وحشتني ومش بتفارق خيالي ولا قلبي من لحظة ما سافرت لندن قبل وفاتها بـ4 سنوات، لم تأتي مصر من حينها وكنت أتواصل معها بشكل شبه يومي باستثناء فترة دخولها المصحة”. أضافت: “حقيقة ما حدث لسعاد حسني الآن الجميع يعرفها، سعاد أخذت حقها عند الرأي العام خلاص، ومحدش دلوقتي بيقول إنها انتحرت والكل يعرف من قتلها، لكني ما زلت أبحث عن حقها بالقانون والقضاء.. ما زال لها حق في رقبتي لحد ما أموت”.
اختتمت: “يكفي سعاد حسني أنه رغم مرور نحو 21 عاما على وفاتها إلا أن الجمهور مازال يتذكرها.. سعاد حسني موجودة، روحها مع الناس وشباب لم يعيشوا فترة فنها ونجاحها، الله يرحمها”.

الفنانة سعاد حسني تزوجت رسميا 4 مرات، أولها كان من المصور والمخرج صلاح كريم، والثاني المخرج علي بدرخان، والثالث الفنان زكي فطين عبد الوهاب، وآخر ورابع أزواجها هو السيناريست ماهر عواد، وتزوجا عام 1987. سعاد حسني من مواليد 26 يناير 1943، ولدت في حي بولاق بالقاهرة لعائلة فنية، والدها محمد حسني البابا الذي كان من أكبر الخطاطين، وهي شقيقة المطربة نجاة الصغيرة، عملت في الفن وهي طفلة صغيرة مع بابا شارو واكتشفها للسينما عبد الرحمن الخميسي، ثم عملت في أدوار متعددة، وحين فاقت شهرتها الآفاق لقبت بسندريلا الشاشة العربية، ونافست الفنانة فاتن حمامة في أن تكون نجمة القرن العشرين، واستطاعت بخفة أن تقدم مسيرة من الغناء والتمثيل والاستعراض جعلتها ملكة في قلوب الجماهير، وتوفيت الفنانة سعاد حسني في ظروف غامضه بلندن، تاركة ورائها تاريخًا طويلاً لا يمكن نسيانه، وذلك في 21 يونيو 2001.