بعد اعتراف أبو عبيدة بإعدام المخطوفين.. أين تطبيق الشريعة؟

Uncategorized , Comments Disabled

في الآونة الأخيرة، أثار اعتراف المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، بمسؤولية الحركة عن مقتل المختطفين الستة جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والسياسية، هذا الاعتراف جاء في سياق الصراع المستمر بين حماس وإسرائيل.

من جهة، يرى العديد من رجال الدين في الدول السنية مثل مصر، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة أن إعدام العاجزين يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي. الإسلام، كدين، يضع قيمة كبيرة على حماية الأرواح واحترام حقوق الإنسان، حتى في أوقات الحرب.
القرآن الكريم والسنة النبوية يشددان على ضرورة التعامل برحمة وعدل مع الأسرى والمختطفين، وعدم اللجوء إلى القتل إلا في حالات الضرورة القصوى وبشروط محددة.

في هذا السياق، يشير رجال الدين إلى أن إعدام المختطفين العاجزين يتنافى مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى الرحمة والعدل. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ” (سورة الأنفال، الآية 61). هذه الآية تدعو إلى السلم والتفاوض بدلاً من العنف والقتل.

من جهة أخرى، تبرر حماس أفعالها بأنها رد فعل على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة وسكانه. الحركة ترى أن استخدام القوة هو الوسيلة الوحيدة للدفاع عن النفس وردع العدوان. ومع ذلك، فإن هذا التبرير لا يجد قبولاً واسعاً بين رجال الدين الذين يرون أن الرد يجب أن يكون متناسباً مع الفعل وأن لا يتجاوز حدود الشريعة الإسلامية.

وفي الشريعة الإسلامية، تُعتبر العدالة مبدأً أساسياً، والعقوبات تُفرض بناءً على الجريمة المرتكبة وظروفها. ومع ذلك، هناك بعض المبادئ التي تضمن أن تكون العقوبات عادلة ومنصفة.
المساواة أمام القانون: جميع الأفراد، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو الاقتصادية، يجب أن يكونوا متساوين أمام القانون. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ” (سورة النساء، الآية 135).
التناسب في العقوبة: العقوبة يجب أن تكون متناسبة مع الجريمة. على سبيل المثال، عقوبة السرقة تختلف عن عقوبة القتل. يقول الله تعالى: “وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ” (سورة المائدة، الآية 45).
النية والظروف: تأخذ الشريعة الإسلامية في الاعتبار نية الجاني والظروف المحيطة بالجريمة. على سبيل المثال، إذا ارتكب شخص جريمة تحت الإكراه أو في حالة دفاع عن النفس، فقد تكون العقوبة مخففة.
التوبة والإصلاح: الإسلام يشجع على التوبة والإصلاح. إذا أظهر الجاني ندمه وتوبته، فقد يتم تخفيف العقوبة أو حتى إسقاطها في بعض الحالات.
بالتالي، بينما تسعى الشريعة الإسلامية إلى تحقيق العدالة والمساواة، فإنها تأخذ في الاعتبار العديد من العوامل لضمان أن تكون العقوبات عادلة ومنصفة.
في النهاية، يبقى هذا الموضوع محل جدل واسع بين مختلف الأطراف، حيث تتداخل فيه الأبعاد الدينية والسياسية والإنسانية. بينما تسعى حماس إلى تبرير أفعالها، يظل رجال الدين متمسكين بمبادئ الدين الإسلامي التي تدعو إلى الرحمة والعدل حتى في أوقات الصراع.
هذا الجدل يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها الأمة الإسلامية في التوفيق بين مبادئ الدين ومتطلبات الواقع السياسي المعقد.
كان أبو عبيدة الناطق باسم الجناح العسكري لحركة حماس، علق مساء الاثنين، على حادثة مقتل الأسرى الإسرائيليين الستة وإعادة جيش الاحتلال لجثثهم من أحد الأنفاق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال أبو عبيدة في سلسلة تغريدات عبر قناته بمنصة “تيلغرام”: “نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهم من يتحملون المسئولية الكاملة عن مقتل الأسرى، بعد تعمدهم تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوة على تعمّدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر”.

وأشار الناطق باسم القسام إلى أنه “بعد حادثة النصيرات صدرت تعليمات لحراس الأسرى، بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال”.
وأكد أن إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى بالضغط العسكري بدلا من إبرام صفقة، سيعني عودتهم داخل توابيت، مضيفا أنه “على عائلات الأسرى الإسرائيليين الاختيار بين عودتهم قتلى أو أحياء”.

 


بحث

ADS

تابعنا

ADS