عام كامل تتعرض فيه إسرائيل لضغوط متزايدة من حركة حماس، بعد الهجمات التي شنتها الحركة في أكتوبر 2023ما أدى إلى مقتل العديد من الإسرائيليين واحتجاز حوالي 240 رهينة، واندلاع شرارة الحرب إثر هذا الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس.
ومنذ ذلك الحين يبذل الجميع جهودا كبيرة ومهمة لتحقيق الهدوء في المنطقة، إلا أنه مع استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، أصبح الوضع السياسي والأمني متوتراً للغاية. وعلى الرغم من الجهود الدولية للتهدئة، فإن الحكومة الإسرائيلية أظهرت قدرتها على التحكم في مجريات الأمور، مما يعزز من مكانتها كلاعب قوي في ساحة المفاوضات.
وأثبتت الحكومة الإسرائيلية أنها تتمتع بنفوذ وقوة في مجال المفاوضات، حيث تمارس سيطرتها دون أن تتعرض لضغوط خارجية. وعلى الرغم من جهود حماس في التصعيد المستمر، يبدو أن إستراتيجية إسرائيل تستهدف كسر الإرادة القتالية لحماس وتجبرها على قبول الشروط الإسرائيلية، دون الحاجة إلى تقديم تنازلات كبيرة.
ومع مرور الوقت، تتزايد التحديات أمام حركة حماس، حيث تجد نفسها في موقف غير مؤاتٍ أمام قدرات إسرائيل العسكرية والتكنولوجية. ورغم المحاولات المتكررة للرد، يزداد الضغط الداخلي على الحركة نتيجة التوترات الاجتماعية والاقتصادية، التي تتفاقم مع استمرار القتال وتداعياته على سكان غزة.
في ظل هذا الوضع المعقد، يظهر أن مصلحة حماس تكمن في تهدئة الأمور عبر الوصول إلى اتفاق لتبادل الأسرى، وإعادة الهدوء إلى غزة. هذه الخطوة قد تكون الفرصة الوحيدة لإعادة الاستقرار، في وقت أصبح فيه الوضع الإنساني والأمني أكثر سوءاً.
إن الوضع الراهن يفرض على حماس إعادة تقييم استراتيجياتها بعناية. وفي ظل التفوق الإسرائيلي الحالي، قد يكون الخيار الأفضل هو الدخول في مفاوضات تضمن تحقيق هدوء مستدام، وتقديم حلول لسكان غزة، الذين طالما عانوا من هذا النزاع الطويل.