هل يجوز الاستغفار للميت؟.. وما الصيغة الصحيحة

دين ودنيا , Comments Disabled

هل يجوز الاستغفار للميت ؟، هو اشتياق الأحياء لمن فارقوهم من الأحباب ، فيما عرفوا فضل الاستغفار ، فأرادوا أد يبروا موتاهم ويخففوا عنهم به ، ومن هنا جاءت الحاجة لمعرفة هل يجوز الاستغفار للميت ؟.

هل يجوز الاستغفار للميت
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للأحياء الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، وأن يطلب من الله- عز وجل- ان يغفر له ما تأخر من ذنوب.
وأوضح ” شلبي ” في إجابته عن سؤال : هل يجوز الاستغفار للميت؟،  أن الله-سبحانه وتعالى- في سورة الحشر يمدح هؤلاء الأشخاص الذين يدعون لمن سبقهم، مستشهدا بقول الله- تعالى- في سورة الحشر “وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ”.
وأضاف أن الاستغفار للمتوفى جائز شرعًا، مستشهدا في ذلك بحديث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم  قال:” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.. رواه مسلم.
صيغة الاستغفار للميت
يجوز للمسلم أن يقف على قبر الميت وأن يدعو له بالتثبيت، وأن يستغفر له، ولم ترد صيغة أو صفة محددة للاستغفار والدعاء، وإنما يكون بأي صيغة فيها سؤال لله بأن يغفر للميت ذنبه، وأن يتجاوز عن تقصيره، وأن يثبّته عند سؤال الملكين.
وذلك كأن يقول: “اللهمّ اغفر له وثبّته على الحقّ” ونحو ذلك، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت قام على قبره هو وأصحابه وسألوا لميتهم التثبيت.
ورد عن عثمان بن عفان- رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ النَّبيُّ إذا فَرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ عليهِ، فَقالَ: استَغفِروا لأَخيكُم، واسأَلوا لَهُ بالتَّثبيتِ، فإنَّهُ الآنَ يسألُ).
وأما ما يصدر عن البعض من قراءة سوَرٍ معينة في أوقات معينة، أو توظيف قرّاء لقراءة القرآن في أيام العزاء، وتكلّف أهل الميت بصنع الطعام وتقديم الحلوى وغيره، فكل هذا لا أصل له في الشريعة الإسلامية.
حكم الاستغفار للميت
ورد أن من الأعمال التي تلحق صاحبها بعد موته ولد صالح يدعو له، ومثله أخ أو قريب أوصديق يدعو له، والدعاء له مشروع دائماً؛ لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {الحشر:10}.
وجاء في الحديث: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. رواه الطبراني، وقال الهيثمي: إسناده جيد، وحسنه الألباني، ومن جملة الدعاء المستحسن أن تدعو الله تعالى أن يكفر عن الميت خطاياه كلها، فالله سبحانه هو غفار الذنوب جميعا. {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر: 53].
أما بالنسبة لقراءة القرآن فقد اختلف فيها العلماء، فذهب أحمد وأبو حنيفة وغيرهما، وبعض أصحاب الشافعي إلى أن الميت ينتفع بذلك، وذهب مالك في المشهور عنه والشافعي إلى أن ذلك لا يصل للميت، والأولى الاستغفار له والتصدق عنه.

بحث

ADS

تابعنا

ADS