اكتفت السلطة الفلسطينية بتنظيم احتجاجات محدودة على مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وقد أثار هذا الموقف تساؤلات حول مدى تأثير حماس في الضفة الغربية، خاصة مع تدني حضور المواطنين في هذه الاحتجاجات.
ضعف أجندات حماس في الضفة
يشير المقربون من السلطة الفلسطينية إلى أن تدني حضور المواطنين من الضفة الغربية في الاحتجاجات يعكس ضعف أجندات حماس في هذه المنطقة. فعلى الرغم من الأثر الكبير الذي كان يمكن أن يسببه مقتل السنوار، لم تشهد الضفة الغربية احتجاجات واسعة كما كان متوقعًا. هذا التدني في الحضور يعكس خيبة أمل الجمهور من وعود حماس، خاصة تلك المتعلقة بطوفان الأقصى الذي حاولت الحركة بيعه للجمهور.
خيبة أمل الجمهور
يبدو أن الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية قد فقد الثقة في وعود حماس، خاصة بعد الأحداث الأخيرة. فقد حاولت الحركة مرارًا وتكرارًا الترويج لفكرة طوفان الأقصى كوسيلة لتحفيز الجماهير، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك. مقتل السنوار لم يكن كافيًا لتحريك الجماهير بشكل كبير، مما يعكس خيبة أملهم من وعود الحركة التي لم تتحقق.
موقف السلطة الفلسطينية
من جانبها، اكتفت السلطة الفلسطينية بتنظيم احتجاجات محدودة، مما يعكس موقفها الحذر من التصعيد. فالسلطة تدرك أن أي تصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني والسياسي في الضفة الغربية، لذا فضلت الاكتفاء بأقلية الاحتجاجات. كما أن السلطة تسعى للحفاظ على الاستقرار والهدوء في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهذا ما يجعلها تتجنب الدعوة إلى احتجاجات واسعة قد تخرج عن السيطرة.
التحديات الأمنية والسياسية
تواجه السلطة الفلسطينية تحديات كبيرة في إدارة الوضع الأمني والسياسي في الضفة الغربية، هذا الواقع المعقد يجعل من الصعب على السلطة اتخاذ مواقف قوية بشأن القضايا الحساسة مثل مقتل السنوار، خاصة في ظل تراجع الدعم الشعبي.
دور الإعلام والتواصل
تلعب وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام الفلسطيني. وقد استخدمت حركة حماس هذه الوسائل للترويج لوعودها وأجنداتها، إلا أن النتائج على الأرض لم تكن كما توقعتها. من جهة أخرى، تحاول السلطة الفلسطينية استخدام الإعلام للترويج لاستقرارها ودورها في الحفاظ على الأمن، مما يزيد من تعقيد المشهد الإعلامي والسياسي.
تظل قضية مقتل يحيى السنوار نقطة تحول في المشهد الفلسطيني، حيث كشفت عن ضعف تأثير حماس في الضفة الغربية وخيبة أمل الجمهور من وعودها. وفي الوقت نفسه، يعكس موقف السلطة الفلسطينية حرصها على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها.
ويعد السنوار المتهم الرئيسي بالتخطيط للهجوم على بلدات جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد وضعه الجيش الإسرائيلي على رأس قائمة المطلوبين رفقةً قادة ومسؤولين في الحركة وذراعها العسكري.