في يوم الأول من ديسمبر، نحتفل بذكرى النجمة سامية جمال، التي أضاءت السينما والرقص العربي بأسلوبها الفريد وتأثيرها العميق.
حياتها ومسيرتها الفنية
ولدت سامية جمال، باسم زينب خليل إبراهيم محفوظ، في بني سويف في 27 مايو 1924. بدأت حياتها الفنية مع فرقة بديعة مصابني حيث شاركت في التابلوهات الراقصة الجماعية. في عام 1943، بدأت العمل في مجال السينما، وشكّلت ثنائياً ناجحاً مع الفنان فريد الأطرش، وقدمت أحلى رقصاتها في ستة أفلام شهيرة.
رجال في حياة سامية جمال
كانت هناك إشاعات عن وجود قصة حب كبيرة بين سامية جمال أو «الفراشة» كما يحلو عشاقها أن يطلقوا عليها، وفريد الأطرش، لكن إصرار الأطرش على عدم الزواج أدى إلى انتهاء هذه العلاقة.
وقالت الفنان سامية جمال فى أحد حواراتها الصحفية، لقد أحبب فريد الأطرش 8 سنوات لا يربطنا فيها إلا الحب، فقلت له أعتقد أنه آن الآوان أن نتزوج، فرمانى بكلمة أصابت قلبى وأقفلته قال لن أتزوج من راقصة، حسب ما ذكر كتاب “نساء الملك فاروق” للكاتب أشرف توفيق.
تزوجت سامية جمال بعدها من النجم رشدي أباظة في أواخر الخمسينيات، وكان زواجهما مليئاً بالحب والعاطفة رغم التحديات. سامية جمال كانت تعتبر رشدي أباظة الرجل الذي يحمل معه الحماية والدعم، بينما كان رشدي يرى فيها السند والعاطفة التي يحتاجها في حياته.
على المستوى المهني، كان الثنائي يحرص على دعم بعضهما البعض في الأعمال الفنية. سامية جمال شاركت رشدي أباظة في العديد من الأفلام، حيث كانا يقدمان أداءً متميزًا يجعل منهما واحدًا من أنجح الثنائيات في السينما المصرية.
التأثير في الفن العربي والسينما
عملت سامية جمال من خلال ممارستها للرقص الشرقي لسنوات طويلة، وتميّزت بمزجها بين الرقص الشرقي والغربي. ركّزت على تقديم حالة من الانبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات الراقصة.
كوّنت في الرقص الشرقي اتجاهاً فنياً مضاداً لاتجاه الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا، وتميزت بتقديم الحركات القديمة بشكل أكثر حداثة.
النهاية والحياة بعد الفراق
على الرغم من الحب الكبير الذي جمعها برشدي أباظة، إلا أن حياتهما لم تكن خالية من التحديات. انتهت حياتهما الزوجية بالفراق، بعد زواج استمر لمدة 17 عاما، وكان سبب الانفصال هو زواجه من الفنانة صباح، وطلبت الطلاق فورا إلا أن رشدى أباظة رفض الأمر، لكنها أصرت على الطلاق بعد محاولات فاشلة منه ولكن كل منهما ظل يحمل الاحترام والتقدير للآخر.
وعن هذا الأمر ذكرت منيرة أباظة الأخت غير الشقيقة للفنان الراحل رشدي أباظة أنها «فوجئت بتليفون من رشدي في بيروت يتحدث لزوج أختي، يقول له أنا قادم على صيدا أحضر لي مأذونا، وكان وقتها هو في بيروت، وعلمنا أنه سيتزوج صباح، دهشنا، واتصلنا بوالدنا في التليفون، وتفكيرنا كله كان في طنط سامية، والخبر وصل قبل عقد القران، وكل ما فعلته سامية أنها تحدثت لوالدنا في التليفون ووالدي كان يحبها جدًا».
وأضافت أن اليوم التالي تحدث إليهم رشدي، قائلًا إنه سيعود للقاهرة، وانفصل عن صباح، مستكملةً: «وبمجرد عودته كانت سامية عاقلة جدا، ووالدي امتص غضبها، ورشدي كان يعمل حساب لأبيها جدا ويخاف منه، وانتهى الموضوع، خاصة أنه اعترف بأن الأمر لم يكن سوى نزوة».
سامية جمال اعتزلت الفن في أوائل السبعينيات، لتعود لفترة وجيزة في منتصف الثمانينيات، بينما استمر رشدي أباظة في التمثيل حتى وفاته. توفيت سامية جمال في 1 ديسمبر 1994، وترك رحيلها فراغاً كبيراً في قلوب محبيها.
سامية جمال كانت عزيزة النفس جدا، وعندما بلغت الستين عاما، قال لها الفنان سمير صبري أن أمير عربي عرض أن تجلس في فندق وتذهب للحج على حسابه فرفضت وقالت لم ينفق على في حياتي رجل غير زوجي رشدي أباظة، وقررت العودة للرقص لتسديد ضرائبها وبناء مقبرتها الخاصة.
سامية جمال تركت بصمة كبيرة في الفن العربي والسينما العربية، وستظل ذكراها محفورة في قلوب العشاق والمحبين للفن والرقص. نعانق ذكراها اليوم، ونحتفل بإرثها الفني العظيم.