تكثف أجهزة الأمن بالإسكندرية جهودها لكشف ملابسات واقعة غريبة أشبه بمشاهد السينما، بعد اكتشاف محاولة سرقة مكتب بريد العوايد من خلال نفق حُفر داخل مسجد ملاصق للمبنى في منطقة عزبة سكينة شرق المدينة.
وتباشر جهات التحقيق أعمالها لكشف تفاصيل الواقعة التي بدأت عندما تلقى قسم شرطة الرمل ثانٍ إخطارًا من إدارة شرطة النجدة يفيد بسماع صافرات الإنذار داخل مكتب البريد، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى الموقع.
وكشفت المعاينة الأولية أن الجناة استغلوا وجود مسجد ملاصق لمكتب البريد، وبدأوا بحفر نفق من داخله للوصول إلى جدار المكتب في محاولة لاختراقه وسرقة محتوياته، إلا أن نظام الإنذار الأمني بالمكتب اكتشف الاختراق فور هدم جزء من الجدار، لتدوي الصافرات في أرجاء المكان ويُجبر اللصوص على الفرار تاركين أدواتهم خلفهم.
ويعمل فريق من مباحث الرمل ثانٍ على فحص كاميرات المراقبة بمحيط المسجد ومكتب البريد لتحديد هوية الجناة، فيما يجري التنسيق مع الجهات المختصة لتأمين المنشآت الحيوية ودور العبادة المتاخمة لها.
وتشير التحريات الأولية إلى أن التخطيط للجريمة استمر لعدة أيام، حيث جرى الحفر ليلاً لتجنب لفت الانتباه، إلا أن خطأ بسيط في تنفيذ الاختراق فجّر الإنذار قبل لحظات من إتمام السرقة.
كانت البداية بتلقي قسم شرطة الرمل ثانٍ إخطارًا من إدارة شرطة النجدة يفيد بمحاولة سرقة مكتب البريد، وعلى الفور انتقلت قوة من المباحث إلى الموقع، حيث كشفت المعاينة الأولية أن المتهمين هدموا جزءًا من جدار المكتب بعد الحفر من داخل المسجد، لكن صافرات الإنذار دوت في اللحظة الأخيرة، ما أجبرهم على الفرار تاركين أدواتهم خلفهم.
ويكثف ضباط المباحث جهودهم حاليًا لتحديد هوية المتهمين من خلال فحص كاميرات المراقبة بمحيط المسجد ومكتب البريد، بينما تواصل جهات التحقيق عملها لكشف ملابسات الواقعة.
ومن جانب آخر، شكلت مديرية الأوقاف بالإسكندرية لجنة تفتيش عاجلة للتحقيق في الحادث، عقب استغلال اللصوص السور المشترك بين المسجد ومكتب البريد.
وأوضح مصدر بالمديرية في تصريحات صحفية أن اللجنة بدأت أعمالها فور ورود البلاغ، وتكوّنت من عضو هندسي وعضو من لجنة المخازن ومفتش للجرد لفحص سلامة المسجد والعهدة بداخله.
وأشار المصدر إلى أن اللجنة عثرت على خدوش وآثار حفر في الجدار الفاصل، مؤكدًا أنه لم تقع أي تلفيات أو سرقات داخل المسجد، موضحًا أن اللصوص ظنوا خلوه قبل أن يباغتهم المؤذن بعد سماع أصوات الطرق على الجدار، مما دفعهم للخروج والهرب قبل استكمال الجريمة.
وتواصل مديرية الأوقاف والأجهزة الأمنية التنسيق لبحث سبل تأمين المساجد المتاخمة للمنشآت الحكومية لمنع تكرار مثل هذه الوقائع مستقبلاً.