لم يكن فوز الأهلي على الاتحاد السكندري بهدفين مقابل هدف مساء الأربعاء مجرد انتصار بثلاث نقاط، بل كان إعلانًا واضحًا عن عودة الفريق للواجهة بثوب فني جديد تحت قيادة الدنماركي ييس تورب، الذي حقق أول انتصار له في بطولة الدوري، مؤكدًا أن المارد الأحمر لا يعرف طريقًا سهلًا إلى القمة، لكنه يعرف كيف يصل.
في استاد القاهرة، حيث التاريخ لا ينسى التفاصيل، فرض الأهلي إيقاعه منذ البداية، ونجح المغربي أشرف بن شرقي في ترجمة السيطرة إلى هدف مبكر منح فريقه الأفضلية، قبل أن يضيف أحمد سيد زيزو الهدف الثاني من ركلة جزاء بعد مراجعة تقنية الفيديو، ليضع بصمته الأولى بقميص الفريق في بطولة الدوري هذا الموسم.
ورغم صحوة الاتحاد السكندري في الشوط الثاني ونجاح فادي فريد في تقليص الفارق، فإن الأهلي حافظ على توازنه الدفاعي حتى النهاية، ليؤكد أن “تورب” بدأ يجد طريق الانسجام بين عناصره، وسط غيابات وإجهاد واضح بعد ضغط المباريات.
بهذا الفوز رفع الأهلي رصيده إلى 21 نقطة في صدارة جدول الدوري المصري منفردًا، مستفيدًا من تعثر منافسيه، بينما تجمد رصيد الاتحاد عند 8 نقاط في المركز السابع عشر، لتزداد معاناته في صراع البقاء.
الملفت في أداء الأهلي لم يكن فقط تسجيل الأهداف، بل الشكل التكتيكي الذي ظهر به الفريق؛ فعودة تريزيجيه للتشكيلة منحت الجبهة اليسرى حيوية هجومية، في حين لعب زيزو دور القائد الهادئ في تنظيم الهجمات وتنفيذ الكرات الثابتة بثقة. أما بن شرقي، فبدأ يستعيد بريقه في القميص الأحمر، مستغلًا الفرصة ليثبت أحقيته بمكان أساسي.
الفوز حمل أكثر من دلالة:
- أول ثلاث نقاط لييس تورب في الدوري تعني بداية حقيقية لمشروعه مع الأهلي.
- استعادة الصدارة بعد أسابيع من المطاردة تمنح الفريق دفعة نفسية قوية قبل استئناف مشواره الإفريقي.
- تأكيد أن الأهلي يملك البديل والحلول، رغم النقص العددي بعد طرد أحمد نبيل كوكا.
المباراة انتهت بنتيجة منطقية، لكن رسائلها كانت أبعد من الأرقام: الأهلي بدأ يغيّر جلده الفني، والاتحاد السكندري بحاجة إلى مراجعة سريعة قبل أن يجد نفسه في مأزق حقيقي مع نهاية الدور الأول.



